قرر المكتب الوطني لحركة النهضة إحالة عدة فلاحي، عضو مجلس الشورى الوطني، على لجنة الانضباط في غضون الأيام القليلة المقبلة، وذلك على خلفية النداء الذي أطلقه على صفحات الجرائد، داعيا قيادة الحركة وأمينها العام فاتح ربيعي إلى حلها بعدما استنفذت -برأي فلاحي حسبما ورد في بيان هذا الأخير- مبررات وجودها، وقد أبرز فلاحي على وجه الخصوص استنكاره للجوء الحركة إلى ما سماه بسياسة ''التيس المستعار''، في إشارة إلى مبادرة التقارب التي أطلقتها قيادة النهضة باتجاه الشيخ عبد الله جاب الله. ووصف علي حفظ الله، المكلف بالإعلام في حركة النهضة في اتصال مع البلاد، أمس، ما أقدم عليه فلاحي ''بالاسترزاق السياسي''. غير أنه أشار في السياق ذاته إلى أنه لا يقصد بأن فلاحي ''مرتزق''! وواصل المتحدث باسم النهضة متهما أحد أحزاب السلطة بتحريك عدة فلاحي للخروج بمثل هذا الكلام الذي قاله عبر وسائل الإعلام، مشيرا في هذا الشأن صراحة إلى حزب في التحالف الرئاسي. وقال حفظ الله إن فلاحي قد ''وظف مستشارا في وزارة الشؤون الدينية''، وذلك تلميحا إلى أن المسؤول الأول عن القطاع من إطارات الأرندي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النهضة تحتفظ بحقها ''في الشك بأن فلاحي يخدم أجندة سياسية أخرى''. كما وصف حفظ الله موقف مستشار غلام الله الإعلامي، ب ''الشاذ'' الذي '' لا يمت بصلة للحوار والنضال''، مؤكدا أن صاحب دعوة حل حركة النهضة ''لم يشارك في أشغال مجلس الشورى خلال دورته الأخيرة باستثناء حضوره جلسة الافتتاح''. وأضاف مسؤول الإعلام في تشكيلة ربيعي السياسية في معرض هجومه على تصريحات فلاحي، أن هذا الأخير ''لو دعا إلى ذلك في مجلس الشورى وبين إطاراتها لكان الأمر مقبولا وسيجد من يرد عليه في إطار حرية إبداء الرأي داخل أطر ومؤسسات الحركة''. غير أن حفظ الله ''استنكر لجوء فلاحي إلى وسائل الإعلام لطرح انشغاله''، مضيفا بهذا الخصوص '' لا نستبعد أن يكون الدافع وراء الدعوة إلى حل الحزب لمجرد التقارب مع جاب الله هو إصرار من فلاحي على تصفية حساباته القديمة مع جاب الله''. وفيما تعذر الاتصال مع عدة فلاحي الذي لا يرد على المكالمات الهاتفية، كشف حفظ الله بأن الأخير ''لم يسبق أن عرض وجهة نظره في موضوع التقارب مع جاب الله داخل جلسات مجلس الشورى الأخيرة''. تجدر الإشارة، إلى أن النائب البرلماني السابق عدة فلاحي التحق بالنهضة بعد ما طلق النضال مع جاب الله ثم الحركة التقويمية ورشحته الحركة على رأس قائمتها الانتخابية في التشريعيات السابقة التي خسرها ليلتحق بمجلس الشورى في مؤتمر السنة الماضية ضمن قائمة الأعضاء المزكين من قبل المندوبين.