تعهد أمس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برفع الحد الأدنى للأجور خلال الثلاثية المقبلة وانجاز مليون سكن جديد في حال ما إذا ظفر بعهدة رئاسية ثالثة وشدد على المواطنين ضرورة الذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع حتى وإن كان التصويت ضده، وانتقد بوتفليقة الذي كان يتحدث أمام حوالي 4 آلاف و500 عامل بمنطقة أرزيو بوهران ما أسماه "الاستثمارات الطفيلية" والاستيراد المرتكز على الألعاب الصينية والمفرقات الذي لا يخدم البلاد معلنا في سياق آخر عن إنشاء الصندوق الوطني للاستثمارات قبل نهاية الشهر واعتماد تخفيضات في تكاليف أسعار العقار والتمويل لفائدة المرقين العقاريين بهدف تخفيض سعر السكن الترقوي. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي وصل إلى مطار السانية بوهران حوالي الساعة التاسعة صباحا قام بتدشين الأرضية الثانية للمطار قبل أن يتوجه إلى مدينة أرزيو أين استُقبل شعبيا بحفاوة كبيرة وبشعارات مدعمة لعهدة ثالثة، وسار الرئيس حوالي 300 متر على الأقدام مصافحا ومُحيا مستقبليه لينتقل بعدها إلى القاعة متعددة الرياضات التي كانت بدورها حاشدة بالعمال من مختلف القطاعات. وهو يُباشر خطابه أكد بوتفليقة أنه سيلتزم بالنص رغم رغبته في الميل إلى الخطاب المهرجاني عندما يكون يتحدث مع الطبقة الشغيلة مبررا ذلك بوجوده تحت مراقبة الطاقم الحكومي، وبعد استعراضه للنتائج المُحققة خلال العشر سنوات الأخيرة في مختلف القطاعات وتحت التصفيقات غير المنقطعة للعمال التزم بوتفليقة برفع الأجر الأدنى المضمون خلال لقاء الثلاثية المقبل الذي سيعقد خلال العام الجاري في حال فوزه في الانتخابات المقبلة إضافة إلى تعزيز أجور الموظفين عما قريب على مستوى مختلف الأنظمة التعويضية الخاصة وذلك مباشرة بعد الانتهاء من وضع القوانين الخاصة. وبعد استعراضه لما تم انجازه في قطاع السكن خلال العهدتين الماضيتين والتي أكد أنها عادلت المليون ونصف مليون سكن، تعهد المتحدث بإنجاز مليون وحدة سكنية جديدة وذهب يقول في هذا السياق "سنبني مليون سكن جديد على شرط أن تتوقف المُضاربات والمعاملات غير الأخلاقية وسنعمل على أن يستفيد كل مواطن من حقه" داعيا المواطنين عبر البلديات بإعلام السلطات بأي استفادة غير شرعية يكون صاحبها قد استفاد بسكن من قبل، وهنا انفجرت القاعة بتصفيقات مُطولة وترديد شعارات تُدعمه لعهدة ثالثة ما جعله يقول "أعطيتموني ثقتكم 10 سنوات وإذا أردتم أن تسحبوها فهذا هو الوقت" ليُردد الحاضرين بقوة شعار "ما زال بوتفليقة ما زال ما زال". وقد استغل الرئيس ذلك بالتشديد على المواطنين ضرورة الذهاب إلى التصويت وذهب يقول " أنا مهتم كثيرا بالانتخابات يجب أن تجيبوا المجموعة الدولية بجواب صريح عبر اختيار من تريدون بكل حريةلكن يجب أن تصوتوا" مواصلا "صوتوا معنا وساعدونا وإذا لم تُساعدونا بأصواتكم فصوتوا ضدنا المهم صوتوا" وانتقد الرئيس بشدة ارتفاع الغلاف المالي للواردات الذي انتقل من 13 مليار دولار سنة 2003 إلى 40 مليار دولار سنة 2007 مشددا على ضرورة ترشيد الأموال الموجهة للاستيراد واستعمالها فيما ينفع البلاد وليس فيما أسماه "اللعب الصينية والمفرقعات" وأوضح أنه لو بقيت الجزائر تستورد بهذا الحجم "وفي أشياء لا تُفيد البلاد" فسوف تكون عاجزة على تلبية الاستهلاك مستقبلا حتى ولو ارتفعت أسعار البترول إلى 160 دولار للبرميل، كما شدد على ضرورة مراقبة المؤسسات المستوردة ومعرفة أصحابها قائلا "نعم لاستقلالية المؤسسات لكن ضروري أ، نعرف من يحكمها ومن يُسيطر عليها ولا نقول نُلغيها". وكشف الرئيس أنه كلف الحكومة بأن تسعى جاهدة لإعادة تأهيل المؤسسات العمومية القادرة على البقاء والتي تنشط في قطاعات واعدة وذلك في انتظار الاستكمال الفعلي للاستراتيجية الصناعية الجديدة موضحا أن القرارات المطلوبة ستكون جاهزة قبل نهاية السداسي الجاري معلنا في الوقت نفسه عن انشاء صندوق وطني للاستثمارات قبل نهاية الشهر الحالي وهو صندوق سيرتكز على إعادة تنظيم البنك الجزائري للتنمية الذي سيرصد له رأس مال قدره 150 مليار دج، على أن يتم تمويل استثمارات معتبرة قد تصل ما مجموعه 1000 مليار دج. في سياق متصل أعلن المتحدث أنه سيتم اعتماد تخفيضات في تكاليف أسعار العقار وتكاليف التمويل البنكي لفائدة المرقيين العقاريين بهدف تخفيض سعر السكن الترقوي. وإضافة إلى الخطاب الذي ألقاه في الفترة الصباحية قام بوتفليقة بتدشين 100 محل وتسليم العقود إلى أصحابها بحي زبانا، كما وضع حجر الأساس لانجاز مركب الغاز "جي أن أل 3 " بالمنطقة الصناعية أرزيو وحجر أساس انجاز مركب خاص بالأمونياك، وحضر معرض جول البناءات القديمة بفندق "الشيراتون" ودشن ببئر الجير 590 مسكن مع تسليم المفاتيح لأصحابها، إضافة إلى تدشين 6 آلاف مقعد بيداغوجي جامعي بالقطب الجامعي الموجود بحي بلقايد إضافة إلى وضع الحجر الأساسي لانجاز قاعة متعددة الرياضات.