دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس في خطاب ألقاه بالقاعة المتعددة الرياضات بأرزيو (وهران) بمناسبة الذكرى المزدوجة ل24 فيفري، أمام جمع غفير من العمال كافة الجزائريين الى ضرورة التوجه الى صناديق الاقتراع يوم الانتخاب والتصويت لصالح المترشح الذي يرونه ضروريا لقيادة البلاد. وتعهد رئيس الجمهورية بتعزيز القدرة الشرائية للمواطن البسيط بعد أن تتم المناقشة والاتفاق على كافة القوانين الخاصة لفائدة موظفي الوظيف العمومي وقال الرئيس في هذا الشأن "إن مستوى أجور الجزائريين تحسن بنسبة 15? رغم الصعوبات التي تعرفها أعداد هامة من المؤسسات العمومية التي تحملت الدولة نيابة عنها ما تعانيه من عجز، أو تلك التي أوقفت نشاطاتها، حيث اعتمدت الدولة على خزينتها في تدارك التأخر في دفع أجور العمال التي فاقت 32 مليار دج في الفترة ما بين 2001 و2008. وأكد رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات أن الجزائر التي هي في أمس الحاجة الى وقفة عمالية مفعمة بالشهامة ومتمسكة بروح المسؤولية. لن تكون أبدا حقل تجارب للنظريات الأجنبية أو تلك المستوردة. وقال رئيس الجمهورية إن الجزائر التي تمكنت بفضل ثورة نوفمبر المجيدة من دحر الاستعمار الفرنسي ونيل استقلالها ودفع ضريبة التحرر، والانعتاق غالية ممثلة في مليون ونصف مليون شهيد، سقطوا في ساحة الفداء على غرار عيسات ايدير مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، واصلت بعد الاستقلال الدفاع عن قيم الحرية والجمهورية، مثلما وقع مع شهداء الواجب الوطني خلال المأساة الوطنية، عى غرار الشهيد عبد الحق بن حمودة الذي كان مدافعا شرسا عن حقوق العمال وقيم الجمهورية ومبادئها. وانطلاقا من هذه الروح، أكد رئيس الجمهورية أنه سيعمل جاهدا خلال العهدة المقبلة في حال إعادة انتخابه، على ضرورة إدماج كل الذين دافعوا عن الجزائر في الحياة العملية. اجتماعيا واقتصاديا. ويعود اختيار مدينة ارزيو لاحتضان الاحتفال بهذه الذكرى المزدوجة الى قوة القرار المتخذ لإعادة الحق لأهله من خلال تأميم المحروقات خاصة وأن مدينة ارزيو بمركباتها البتروكيماوية تعتبر مفخرة الصناعة الجزائرية حتى أنها أضحت تتمتع بسمعة عالمية، الأمر الذي أدى الى ضرورة تعزيز هذا الجسر الصناعي بوضع حجر الأساس لإنجاز مركب جديد للأمونياك واليوريا والأسمدة الفلاحية ووحدة صناعية جديدة لتمييع الغاز الطبيعي، إضافة الى وضع حجر الأساس لأكبر وحدة على المستوى العالمي لتحلية مياه البحر، مما يعطي بعدا عالميا لهذه المدينة التي تساهم بقوة في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، حيث تم تجسيد انجازات ومشاريع هامة على كل المستويات وفي جميع القطاعات. وذكر رئيس الجمهورية في خطابه بالمراحل الهامة والصعبة التي مرت بها الجزائر خاصة خلال العشرية الحمراء أو فترة المأساة الوطنية ليشير بعد ذلك الى العديد من الإنجازات الكبرى والتي تم تجسيدها وانجازها خلال العهدتين الماضيتين من مدارس واكماليات وثانويات ومصحات وطرقات واطلاق ورشات ضخمة للسكة الحديدية وانخفاض نسبة البطالة من 30? سنة 1999 إلى 11? 2007 واستحداث 3 ملايين منصب شغل في الميادين الادارية والتقنية ومليوني منصب شغل بمختلف آليات التشغيل الأخرى خلال نفس الفترة كما بلغ النمو الاقتصادي 5? خارج مجال المحروقات على امتداد العشرية الماضية ليفوق خلال السنتين الماضيتين 6? الى جانب التحكم الكامل في التضخم وهو أمر ليس بالهين كما قال رئيس الجمهورية الذي أكد للعمال انه تم استثمار 150 مليار دولار خلال العشرية الماضية مع رصد 160 مليار دولار للعهدة المقبلة الممتدة الى غاية 2014 إضافة الى انتقال الناتج الخام من 69 مليار دولار الى 170 مليار دولار. رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خاطب العمال وكافة الجزائريين بالقول إن الوقت قد حان لتجديد الثقة فيه انطلاقا من الأرقام التي قدمت في مناسبات عدة، ليؤكد لهم أنه سيواصل محاربة البطالة من خلال العمل على استحداث 3 ملايين منصب شغل جديد وانجاز 1.5 مليون سكن لفائدة الجزائريين والعمل على القضاء نهائيا على السكنات غير اللائقة. مكررا للحضور أن هذا الوقت هو وقت تجديد الثقة او سحبها منه إذا لم يكن موفقا في أدائه قائلا : "أنه لا يمكن لأحد إخراج الجزائر من مشاكلها سوى الجزائريين أنفسهم ولكن ذلك لا يتم سوى بتكاتف جهودهم، واتحادهم على ضرورة العمل على تحسين مستواهم المعيشي اجتماعيا واقتصاديا.