لا يمكن الحديث عن الثورة الجزائرية دونما الحديث عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري في تلك الفترة، والأمر نفسه لا يمكننا تجاهل حقنا في ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها وضرورة تقديم اعتذاراتها والتعويض على ما طالبت به ألمانيا وتركيا، كما لا يمكن أن لا نتساءل عن الدعاوى القضائية التي رفعها بعض المعمرين لأجل استرجاع ما يدعون أنها ممتلكاتهم، فما حكم القانون من كل هذا؟ ------------------------------------------------------------------------ الأستاذ خبابة: ------------------------------------------------------------------------ استرجاع الأقدام السوداء لما يدعونها بأملاكهم العقارية يحكمه قانون الأملاك الشاغرة واتفاقية إيفيان قال الأستاذ خبابة : '' إن مطالبة فرنسا بضرورة الاعتراف بجرائمها والاعتذار وتقديم التعويض مطالب مستهلكة ومحاولة هذه الأصوات جلب انتباه، وأرى أن نسعى نحو فتح صفحات جديدة للتعاون مثلما يفكر الجيل الحالي للبلدين '' لكن يضيف خبابة '' دون أن نمزق الصفحات التاريخية لما فيها من آلام من بطولات لشعبنا '' ، مردفا '' الجزائر ليست في حاجة إلى تعويض من أي جهة يكفيها شعبها الذي ثار ضد الاستعمار وأحرز الاستقلال وخاض ثورة عظيمة هذا هو أحسن تعويض . وعن قضايا استرجاع الأقدام السوداء لما يدعونها بأملاكهم العقارية، أوضح الأستاذ أن هذه القضية مرتبطة بما تضمنته اتفاقية إيفيان وبقانون الأملاك الشاغرة وإلى التعويضات التي قدمتها فرنسا للأقدام السوداء. مبرزا أنه إذا ما تطرقنا مثلا إلى قضية شخص يملك وثائق مليكته للعقار ولم يغادر بيته حينما تم إصدار قانون الأملاك الشاغرة بل غادره لفترة محددة ثم عاد، فإن القانون الجزائري يمنحه أحقية استرداد عقاره، أما إذا كان قد هاجر ملكيته العقارية حينما صدر قانون الأملاك الشاغرة ولم يعد إليه، فإنه لاحق لديه في استعداد ما يدعيه ملكيته العقارية. ------------------------------------------------------------------------ بن براهم: ------------------------------------------------------------------------ سنقاضي فرنسا أمام محكمة العدل وبشهادة فرنسيّين من جهتها أكدت فاطة الزهراء بن براهم أنها بصدد التحضير للوثائق والأدلة الكافية لرفع دعوى قضائية ضد فرنسا أمام محكمة العدل الدولية لقاء جرائمها التي ارتكبتها في الحقبة الاستعمارية، كاشفة عن شخصيات فرنسية شاركت في جرائم الفترة الاستعمارية مستعدة للاعتراف والإدلاء بشهادتها، ملفتة إلى أنها تشعر بعقدة الذنب وتريد الاعتراف بما اقترفته للتكفير عن ذنبها. في حين دعت بن براهم إلى ضرورة إعادة النظر في قرارات المحاكم التي قضت للأقدام السوداء بأحكام تمكنها من استرداد ما يدعون أنه ملكيتهم العقارية، مبدية استغرابها من هذه القرارات القضائية في الوقت الذي رفضت المحكمة الأوروبية مطالبهم ونقضت دعاواهم القضائية. وقالت بن براهم '' لقد استعمرتنا فرنسا وأخذت وسلبت منا كل حقوقنا واليوم يريدون أخذ ما تبقى '' مردفة '' إن هذا مالن نقبل به ولن يحصل أبدا '' .