اعتبر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو أن اعتداءات المستوطنين تمثل تصعيدا مبرمجا وخطيرا بين المستوطنين وحكومة الاحتلال الصهيوني اليمينية المتطرفة. واستنكر الناطق تلك الاعتداءات التي قال إنها تأتي في ظل التنسيق الأمني الذي تقوم به سلطة رام الله بعد أن قامت بسحب سلاح المقاومة وتكبيل يديها وإعطاء التعليمات لضباط وعناصر الشرطة والأمن بعدم حماية المواطنين والدفاع عنهم جراء اعتداءات المستوطنين. ودعا الناطق إلى وقف ملاحقة المقاومين في الضفة وإطلاق يدهم للدفاع عن الشعب ووقف كل أشكال التنسيق الأمني الضارة مع الاحتلال وإعادة الاعتبار لبرنامج الصمود وخيار المقاومة. كما دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل, مشيرا إلى أن القانون الدولي يعتبر الاستيطان جريمة حرب. ودعا الإدارة الأمريكية إلى ترجمة عملية لمواقفها المعلنة عبر الضغط على قادة وحكومة الاحتلال التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الممارسات وتقوم بحمايتها. وجاءت هذه التصريحات عقب إصابة 12 فلسطينيا بجروح جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص عليهم في مواجهات اندلعت في قرية صفا قرب الخليل عندما حاول مستوطنون يهود اقتحام القرية. وقد تصدى المواطنون الفلسطينيون لمحاولة اقتحام القرية ورشقوا المستوطنين بالحجارة. وقال بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجنود الإسرائيليين هم الذين أطلقوا النار على الفلسطينيين في القرية بعد إلقاء الحجارة عليهم. ووصفت مصادر الأوضاع في القرية بأنها متوترة، بينما قال رئيس بلدية بيت آمر نصري صبارنة، إن عشرات المستوطنين المسلحين من مستوطنة بيت عين هاجموا منازل المواطنين في ساعة مبكرة من صباح أمس وحاولوا اقتحامها، مما استدعى تدفق المواطنين الفلسطينيين من القرى المجاورة لنصرتهم. وقال إن جيش الاحتلال سارع إلى مهاجمة المواطنين الفلسطينيين إلى جانب المستوطنين مما أدى إلى إصابة 12 مواطنا بالرصاص جراح أحدهم خطيرة. وأكد أن جيش الاحتلال لا زال يحتل بعض المنازل، مشيرا إلى زيارة مسؤولين فلسطينيين بينهم محافظ الخليل ومسؤولو الأجهزة الأمنية للمنطقة. وقد طوقت قوة إسرائيلية بلدة صور باهر أمس, عندما باشرت الجرافات هدم منزل منفذ عملية الجرافة في القدس في الصيف الماضي, والتي تسببت في قتل وجرح عدد من الإسرائيليين. وقد اقتحم مئات المستوطنين اليهود منطقة أرطاس جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية واشتبكوا مع الأهالي فيها دون أن يبلغ عن إصابات على الفور. ومن جهته قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم، إن هذه الاعتداءات ما كانت لتحدث لولا ما سماه التنسيق الأمني الخطير مع السلطة الفلسطينية وتكبيل أيادي المقاومة من قبل سلطة رام الله ونزع سلاح المقاومة. كما قال إن الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة يدفع ثمن ما وصفها باتفاقيات أمنية مجحفة ومدمرة دمرت الشعب وحقوقه وثوابته وأعطت الاحتلال الحق في أكثر من 87% من الأراضي الفلسطينية. كما اعتبر أن الرد الأقوى على كافة أشكال العدوان والاستيطان لا يأتي بالاختباء وراء ما وصفها بتصريحات هزيلة، قائلا "إنما يأتي بالإسراع في وحدة الصف الفلسطيني والالتفاف حول خيار المقاومة والإعلان الفوري بإنهاء كافة أشكال التفاوض والتنسيق مع الاحتلال". وفي تطور آخر اعتقلت قوات الاحتلال 17 فلسطينيا في الضفة الغربية, طبقا لما أعلنته صحيفة يديعوت أحرونوت، التي أوردت النبأ في موقعها الإلكتروني. وقالت الصحيفة إنه تم اقتياد "المطلوبين" لاستجوابهم, دون أن توضح انتماءات المعتقلين.