أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ووزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن فوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة في رئاسيات 2009 بنسبة 90 بالمائة دليل على التأييد الشعبي الكبير الذي يحظى به هذا الرجل، وفي هذا السياق قال "لم نكن نشك يوما في فوز المترشح بوتفليقة لأننا كنا ولا زلنا مقتنعين أن الجزائر بحاجة إلى رجل من رعيل نوفمبر"، فيما أشاد بلخادم بالمجهود الخارق الذي قام به مناضلو الحزب طيلة أيام الحملة الانتخابية من أجل التحسيس بأهمية الانتخابات ودعوة المواطنين إلى التوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع والتصويت لصالح بوتفليقة. التقى عبد العزيز بلخادم عشية أمس بعدد مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني بمقر الحزب، وذلك مباشرة بعد الإعلان عن فوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رئاسية ثالثة، الأجواء كانت حميمية، سمحت للحضور بالتعبير عن فرحتهم إزاء هذا الفوز، ليسترسل بلخادم في وسط تلك الحشود قائلا "الآن نحن مطمئنون على مستقبل الجزائر، ولا يجب أن ننسى الجهود التي بذلها المناضلون والمناضلات طيلة أيام هذه الحملة". وبعد هذا الاستقبال نشط الأمين العام للحزب ندوة صحفية أكد خلالها أن الأفلان كان ولا يزال يعمل على ترسيخ قواعد الممارسة الديمقراطية بما يسمح بترقية حرية التعبير، التجمع وغيرها من الممارسات، وبما يسمح كذلك باستمرار السياسة المعتمدة منذ سنة 1999. أما فيما يتعلق بفوز المترشح عبد العزيز بوتفليقة في رئاسيات 2009 وبنسبة 90 بالمائة، فقد أكد بلخادم أن هذه النتائج دليل على التأييد الشعبي الذي ولا يمكن للجماعة أن تتفق على باطل كما قال، واستطرد موضحا "لم نكن نشك يوما في فوز رئيس الجمهورية لأننا كنا ولا زلنا مقتنعين أن الجزائر بحاجة إلى رجل من رعيل نوفمبر وقد رأينا ما فعله الرئيس بوتفليقة من خلال تبنيه لسياسة المصالحة الوطنية التي أعادت الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن، بالإضافة إلى المجهودات المبذولة من أجل دفع عجلة التنمية نحو الأمام، لا أحد ينكر ما قام به الرئيس بوتفليقة في مجال التربية من خلال بناء الثانويات والإكماليات ومختلف المدارس وهي إنجازات تعادل ما تم إنجازه منذ تاريخ الاستقلال إلى غاية سنة 1999، أكثر من 28 سد أنجزت أو هي في طور الإنجاز، يمكن القول أن البنيات التحتية للجزائر تسمح لنا أن نفاخر الجميع وأن نكون بلدا واعدا". وأضاف بلخادم ا أن الأفلان يريد لهذا الجهد أن يستمر في إطار برنامج الرئيس خلال الخماسي المقبل، في وقت تسمح فيه خزينة الدولة بتمويل المشاريع التنموية المبرمجة والتي خصص لها غلاف مالي مقدر ب 150 مليار دولار، كما يبقى امتصاص البطالة هاجسا كبيرا يجب التحكم فيه من خلال تقليص نسبتها إلى أقل من 12 بالمائة، حيث سيتم خلق قرابة 3 ملايين منصب عمل، أما من ناحية التنمية البشرية، فقد تم التكفل بعديد الملفات كالصحة، التعليم والتكفل الاجتماعي بما يسمح للجزائر بأن تنتقل من قائمة الدول النامية على مصاف الدول الصاعدة. بلخادم قال "إن حزب جبهة التحرير الوطني كان يطالب بتعديل الدستور، ليس فقط من أجل فتح العهدات الرئاسية وإنما كذلك لتقوية مؤسسات الدولة والرقابة وتوضيح الصلاحيات بين السلطات السياسية وتوحيد السلطة التنفيذية، فيما لا يزال الحزب ينتظر تعديلا أخر في العهدة الرئاسية الجديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة يكون عميقا"، وأمام هذه المعطيات -يؤكد بلخادم- حرص حزب جبهة التحرير الوطني على دعوة عبد العزيز بوتفليقة لأن يترشح إلى رئاسيات أفريل 2009، ليتم انتخابه لعهدة رئاسية ثالثة، محققا بذلك النجاح نجاحا عارما يتميز بوضوح ناصع لا لبس فيه. الأفلان نظم 6 آلاف تجمعا ولقاءا جواريا طيلة الحملة الانتخابية ولم يغفل بلخادم المجهودات التي قام بها مناضلو الحزب طيلة الشهور الفارطة وبالتحديد خلال الحملة الانتخابية، حيث أكد أن مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني مسحوا الجزائر مسحا لتغطية كل المدن والقرى، المداشر والأحياء، ومن هذا المنطلق قال الأمين العام "إن مثل هذا العمل ينبغي أن يثمن حق قدره لأن المناضلين استجابوا لنداء الحزب وتم بالفعل تنظيم العملية الانتخابية بكل قوة. وفي حديثه عن مجمل النشاطات التي قام بها حزب جبهة التحرير الوطني خلال الحملة الانتخابية لدعم عبد العزيز بوتفليقة، كشف بلخادم عن تنظيم 6 آلاف مهرجان ولقاء جواري أشرف عليها أكثر من 400 إطار بالتنسيق مع مداومات المترشح نفسه، كما أن العمل في إطار التعاون مع أحزاب التحالف عن طريق التنظيم المحكم الذي قام به حزب جبهة التحرير الوطني وإعداد خطة عمل سلمت إلى المديرية العامة للحملة الانتخابية الخاصة بالمترشح عبد العزيز بوتفليقة. وأشار الأمين العام إلى وضع إستراتيجية أخرى على مستوى الأفلان لمتابعة الحملة الانتخابية والتي كانت بدورها مميزة، حيث تم فتح المداومات على مستوى كل محافظات وقسمات الحزب، بالإضافة إلى تجنيد عدد من المحلات والأماكن التي وضعت تحت تصرف الحزب من طرف محبيه ومحبين الرئيس بوتفليقة. الأمين العام أكد أن عمل الحزب ارتكز كذلك على تشكيل أفواج عمل على المستوى المركزي وأخرى على مستوى كل المحافظات والقسمات، كما تم تجنيد مناضلين بالخارج لتحسيس الجالية الجزائرية المتواجدة هناك، وذلك في كل من فرنسا، بلجيكا، كندا، مصر، سوريا، تونس، الأردن، سويسرا، المملكة العربية السعودية، دولة الإماراتالمتحدة، قطر، وغيرها من الدول. ويبقى أن مناضلو الأفلان قاموا حسب ما ورد في تصريحات بلخادم قاموا بجهد خارق طوال الحملة الانتخابية وخلال المراحل التي سبقت الانتخابات الرئاسية من خلال عمليات التجنيد والتعبئة، فكانت التجمعات الشعبية التي استقطبت الحشود من المواطنين صورة صادقة للحزب الذي يفتخر بتجذره الشعبي وامتداده الجماهيري بفضل عمل المناضلين والمناضلات في إطار من المنهجية والالتزام. وفي هذا الإطار أكد بلخادم أن الأفلان تمكن من قيادة الحملة الانتخابية بجدارة من خلال عمليات التعبئة والتحسيس التي قام بها وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهته نتيجة تعدد الرؤوس، في إشارة منه إلى وجود بعض الاختلافات بين المناضلين التابعين لأحزاب التحالف، الأمر الذي اعتبره بلخادم عاديا بالنظر إلى العمل النضالي، في وقت شارك فيه الأفلان ب 44 ألف مراقب من أصل 46 ألف التي تم تخصيصها لمكاتب المراقبة. واعتبر الأمين العام للأفلان أن الاعتداء على مناضلي أي حزب غير مقبول، حيث اغتنم فرصة الرد على بعض الاتهامات التي وجهت لمناضلي الحزب بحجة تهديد مناضلين من تشكيلات سياسية أخرى ليقول إن حزب جبهة التحرير الوطني عريق وليس وليد البارحة، الأمر الذي يؤكد أن له أدبيات يعمل وفقها ولا يخرج عنها أبدا. أبواب المصالحة تبقى مفتوحة للجميع... إلا من أبى وعن إمكانية الذهاب نحو عفو شامل في العهدة الجديدة للرئيس بوتفليقة، أكد بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني عمل منذ سنة 1996 من أجل تحقيق المصالحة بين الجزائريين والتي تقتضي طي صفحة الماضي وليس تمزيقها بهدف تجاوز المحنة وتمكين من يرغب في العودة إلى جادة الصواب من ذلك بما يقتضيه ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، بحيث أنه لا يمكن لأحد أن يتجاوز الإرادة الشعبية التي فرضت العمل بالمصالحة في وقت يجب أن نعلم فيه أن المصالحة الوطنية ليست عمل إجرائي محدد بوقت معين وإنما هي عمل سياسي لا يمكن أن يقفل إلا لمن أبى. التحالف مستمر لأنه قائم على تنفيذ برنامج الرئيس بوتفليقة وفي حديثه عن التحالف الرئاسي قال بلخادم إنه مستمر خلال السنوات الخمس المقبلة، باعتبار أنه قائم على تزكية وتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فيما فضل عدم الخوض في مستقبل الشراكة السياسية في الوقت الراهن والتي قد تشكل خطوة أو مرحلة جديدة في حياة هذا التحالف الذي يفترض أن يتواصل طيلة هذه العهدة الرئاسية. لا يجوز لأحد أن يعتدي على العلم الوطني وفي رده عن السؤال المتعلق بتنكيس العلم الوطني من طرف حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أكد بلخادم أنه لا يجوز لأي أحد أن يمس بهذا الرمز لأنه ملك لكل الجزائريين والجزائريات، واستطرد قائلا "الناس أحرار في مواقفهم والبلد القوي يكون قويا بمؤسساته التي تبقى الأحزاب السياسية جزء منها وبالتالي فهي مرغمة على رفع العلم الوطني فوق مقراتها. أما فيما يخص المعارضة أوضح الأمين العام للحزب أن قيادة الأفلان لم تنتقد يوما تلك المعارضة البناءة التي تقوم النظام السياسي وتساهم في تطويره من خلال اقتراح بدائل والعمل بإيجابية، لكن أن تكون معارضة سلبية قائمة على الاعتداء على رموز الوطن فهذا الأمر غير مقبول على حد تعبير بلخادم.