اعترف وحيد بوعبد الله، الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، بأن التخفيضات التي أقرتها الشركة لفائدة الجالية الجزائرية "انتقائية" كونها تشمل فقط المقيمين بفرنسا وإسبانيا بالإضافة إلى أنها تعنى الفئات ذات الدخل الضعيف الذي لا يتعدى 1200 أورو شهريا والتي يتجاوز سنها 60 عاما، كما نفى من جهة أخرى أن تكون الشركة تعاني من أزمة مالية بدليل إعلانه عن مناقصة لتدعيم الأسطول الحالي ب 11 طائرة بقيمة تقارب مليار دولار. قال وحيد بوعبد الله إن لجوء الخطوط الجوية الجزائرية إلى بيع أسطولها القديم لا علاقة له تماما بوجود ضائقة مالية تمر بها الشركة التي يتولى تسيير شؤونها، كاشفا أن قيمة 15 مليون دولار التي جنتها "آر ألجيري" من هذه العملية قليلة جدا، مشيرا إلى أن الأخيرة تتواجد في وضع مالي مريح يمكّنها من مواصلة برنامجها الاستثماري، وذكر أن هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد صحة كلامه وخص تحديدا المناقصة التي توجد في مرحلتها الأخيرة من أجل اقتناء 11 طائرة جديدة بطاقات مختلفة، لتدعيم الأسطول الحالي استجابة لحاجيات السوق ومواجهة المنافسة التي تفرضها السوق. وبحسب تأكيد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية فإن التكلفة الإجمالية ل 11 طائرة جديدة تبلغ حوالي 900 مليون دولار، مؤكدا أن أربع طائرات منها ستكون من الحجم المتوسط بطاقة استيعاب تتراوح من 70 إلى 80 مقعدا حيث ستتكفل خزينة الدولة بتمويل ما قيمته 80 مليون أورو من العملية، ستخصّص لتأمين الرحلات نحو ولايات الجنوب، كما أوضح بوعبد الله في السياق ذاته، أن الخطوط الجوية قرّرت إعادة هيكلة واسعة لبعض فروعها تحسبا للمنافسة الكبيرة المنتظرة سنتي 2009 و2010 مع دخول العديد من شركات الطيران. وكان الجديد الذي أعلن عنه بوعبد الله الذي كان "ضيف التحرير" القناة الثالثة للإذاعة الوطنية يتعلق بالتخفيضات الأخيرة التي أقرّتها الخطوط الجوية الجزائرية والتي تتراوح بين 30 إلى 58 بالمائة خلال الصائفة المقبلة لفائدة الجالية الجزائرية المقيمة بكل من فرنسا وإسباينا، حيث كشف بأن الإجراء لا يعني كافة المهاجرين الجزائريين بل يشمل فقط ذوي الدخل الضعيف الذي قدّره ب 1200 أورو أو أقل شهريا والذين يفوق سنهم 60 عاما، وهو الكلام الذي جعله يعترف بأن هناك "انتقائية" في إصدار قرار من هذا القبيل. وبرّر ضيف القناة الإذاعية الثالثة دخول هذه التخفيضات حيز التنفيذ خلال الصائفة المقبلة بالنظر إلى كونها الفترة الأكثر حركية على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، مشيرا إلى أن مبادرة وزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالمهجر بالتكفل بدفع تكاليف المهاجرين الجزائريين تكون فقط للراغبين في التنقل من مطار هواري بومدين الدولي إلى ولايات أخرى، بمعنى أن التكاليف هذه تخص فقط الرحلات الداخلية لهؤلاء بغض النظر عن بعد المسافة، مضيفا بأن الشركة لجأت لأول مرة إلى التنسيق مع وزارة الضامن الوطني من أجل تكفل هذه الأخيرة بدفع تسعيرة الرحلات الجوية لكل مهاجر جزائري يدخل البلاد ويريد التنقل إلى ولايات أخرى. وفيما يتعلق بإمكانية توسيع الخطوة لتشمل تخفيض الأسعار على مستوى الرحلات المحلية أورد بوعبد الله أن ذلك أمر مستبعد حيث صرح قائلا: "نحن شركة تجارية وأمر مثل هذا متوقف على الهيئات التي نرتبط معها بعقود، هذه مسألة تسويق وعرض وطلب وبالتالي فإن الأمر لا يتعلق بتعميم التخفيضات لأننا في نهاية المطاف مطالبون بتحقيق أرباح تسمح لنا بتمويل البرامج لتنمية برامج شركتنا التي نتطلع إليها، وبالتالي فإن مسألة تخفيض الأسعار غير مطروحة". ومن جهة أخرى توقع "ضيف التحرير" أن يتم تدشين الخط الجوي المباشر بين الجزائر ونيويورك قريبا في إطار توسيع شبكة رحلاتها وهو الخط الذي كان من المقرر أن يكون عمليا مطلع العام الجاري على أقصى تقدير غير أن ذلك لم يحدث بالرغم من توصل الطرفين إلى "اتفاق جوي" وهو الأمر الذي قال عنه بوعبد الله إن بحاجة إلى قرار سياسي.