تحت إشراف الدكتور عبد الله بوجلال واللجنة المكونة من الدكاترة سعيد بومعزة (رئيسا)، عبد الله بوجلال (مقررا)، بوجمعة رضوان وعبد العزيز لعبان (أعضاء) ناقش أمس الأول الباحث رابح شيباني بقسم كلية العلوم السياسية والإعلام رسالة لنيل درجة الماجيستير بعنوان "أثر برامج البرابول على قيم الشباب الجامعي الجزائري- دراسة ميدانية على عينة من جامعة البليدة" وتحصل على درجة مشرف• حاولت الدراسة الميدانية التي يمكن تصنيفها في خانة الدراسات الخاصة بالجمهور معالجة موضوع هام يرتبط بمدى تأثير البث المباشر عبر القمر الصناعي على فئة الشباب الجامعي الجزائري، وتلمست الدراسة معرفة أنماط وعادات وكيفية مشاهدة فئة الشباب الجامعي للبرامج لتي تبثها القنوات التلفزيونية سواء العربية أو الأجنبية ومدى تأثيرها على قيمة الإجتماعية والحضارية: وتم التركيز لدى الفئة محل الدراسة على متغيري الجنس والمستوى الإجتماعي مع الإعتماد على منهج المسح الإجتماعي باعتباره أنسب منهج للدراسات والبحوث المتعلقة بالجمهور دون إغفال الباحث لاستخدام أداة الاستبيان لجمع الإحصائيات• قسمت الدراسة إلى أربعة فصول فضلا على الملاحق والمراجع، انصب الفصل الأول بتحديد الإطار المنهجي لموضوع الدراسة بكل خلفياتها وتحديد الإشكالية وفرضياتها وتساؤلاتها ثم تحديد المصطلحات وعرض مجموعة من الدراسات السابقة المرتبطة بالبحث إضافة إلى تحديد المنهج المتبع وكذا العينة والجمهور وتحديد أداة جميع البيانات وطريقة تحليل النتائج• وتناول الفصل الثاني والثالث الجانب النظري والمراحل التاريخية التي ظهر وتطور عبرها التلفزيون وعلاقته بفئة الشباب ثم استعرض موضوع القيم من حيث التعريف والتصنيف والخصائص• أما الفصل الرابع خصص للجانب التطبيقي والميداني للدراسة من خلال عرض وتحليل البيانات الواردة في الجداول إلى جانب عرض الاستنتاجات التي تبحث عن إجابات وافية عن الفرضيات والتساؤلات وخاتمة للدراسة• وتكمن أهمية الدراسة التي تشرح أثر برامج البرابول على القيم الإجتماعية للشباب الجامعي كونها محاولة عملية لمعرفة تفاعل هذه الشريحة الهامة في المجتمع الجزائري ومدى تأثرها بمضامين ما تبثه القنوات التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية على قيمها الإجتماعية وبالمقابل مدى قدرة هؤلاء الشباب على مواجهة التأثيرات السلبية لهذه القنوات داخل الأسرة والمجتمع عامة• وصلت الدراسة التي اعتمدت على نخبة من المراجع إلى جملة من النتائج أهمها أن برامج البرابول تستهوي الكثير من الشباب الجامعي الجزائري ونسبة مشاهدتها مرتفعة وإن كشفت الدراسة أن برامج البرابول تؤثر تأثيرا ظاهرا على قيم الشباب الجامعي الجزائري ولم تؤد إلى تغييرات جوهرية في هذه الفئة وذلك راجع إلى مستواها الثقافي الجامعي ويمكن اعتبار ما أفرزته الدراسة من نتائج مؤشرا لا يضع هذه الشريحة في مأمن من خطر الإستيلاب لثقافي مستقبلا خاصة في ظل عدم فاعلية بعض المؤسسات التربوية في التنشئة الإجتماعية للشباب إلى جانب تقلص دور الأسرة تحت تأثير الضغوط الإجتماعية للشباب كالفقر وأزمة السكن والتسرب المدرسي، كما تحذر الدراسة من خطر تخلخل وإختراق القيم الإجتماعية والثقافية لدى الشباب الجامعي الجزائري بسبب ضعف البرامج التلفزيونية الجزائرية الذي فشل في تقديم برامج ذات مستوى مقبول ما دفعه للأسف الهروب نحو الفضائيات•