تعد هجرة الأدمغة الجزائرية وعدم الكفاءة في تسيير الأموال الموجهة للبحث العلمي "من بين أسباب تراجع البحث العلمي"، حسب مدير مخبر الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة قسنطينة السيد عبد الكريم بن أعراب · وذكر المتحدث خلال أشغال الملتقى الوطني حول موضوع "البحث في العلوم الإسلامية والمحيط الاجتماعي-الثقافي في الجزائر المعاصرة" الذي افتتحت أشغاله أمس بقسنطينة أن "ضعف أجر الباحث والمقدر بما يعادل 350 أورو تعد من بين أسباب تراجع البحث العلمي كذلك"، مضيفا أن الهجرة الانتقائية نحو البلدان المتطورة التي تفتك العقول "تعتبر أكبر استثمار معرفي" · في هذا السياق أوضح بأن المغرب "لا يعرف مثل هذا النزيف وذلك بمنحه نفس المزايا الموجودة في أوروبا" قبل أن يضيف بأن المغرب "يستقطب مزيدا من الأدمغة الجزائرية منذ سنة 2005 ·" ووصف هذا الخبير والمستشار الدولي لدى اليونسكو المبلغ المخصص للبحث العلمي في الجزائر (1بالمائة) من الناتج الوطني الخام أي ما يعادل 2,3 مليار دولار وفقا للبرنامج الخماسي (2000 - 2005) ب"المعتبر إلا أنه في المقابل يواجه مشكلة في صرفه وتسييره"، مشيرا في ذات السياق إلى أن الجزائر تعد في آخر المصاف بالنسبة للإنفاق في هذا المجال· ففي الوقت الذي تنفق فيه إفريقيا 0,36 بالمائة والبلدان العربية 0،2 في المائة لا يتعدى إنفاق الجزائر -حسبه- حدود 0 18 في المائة· وقدم المحاضر كذلك مقارنة حول المبلغ المخصص للباحثين في المغرب العربي حيث اعتبر بأن ما يقدم للباحث الجزائري كأجرة شهرية "جد ضعيف" (350 أورو) مقارنة مع المغرب (1.200 أورو تونس (800 أورو وموريتانيا (500 أورو· وأضاف ذات المتحدث بأن قانون البحث العلمي المؤرخ في 11/98 دخل حيز التنفيذ عام 2000 وتم بموجبه إنشاء 596 مخبر و16 مركز بحث و خمس وكالات وطنية للبحث فضلا عن تسجيل 13.500 باحث· ومن جهته أوضح السيد عبد الله بوجلال رئيس اللجنة التنظيمية للملتقى بأن مجال البحث العلمي عرف حركية خلال ال15 سنة الأخيرة خصوصا بعد صدور قانون 1998 وهيكلته في مخابر البحث وتمويله لكن في المقابل -كما أضاف- "توجد نقائص كبيرة سيتم التطرق إليها خلال الأشغال لتجاوزها وذلك لجعل البحث أداة ووسيلة لفهم واقعنا خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي تعرفها البلاد" · وسيتناول هذا الملتقى الذي تحتضنه جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية العديد من المحاور منها واقع البحث العلمي من حيث توفير الوسائل ومؤسسات البحث معرفة أنواع مشاريع البحوث التي أنجزت أو التي في طريق الإنجاز أنواع مشاريع البحث المنجزة وعلاقتها بالمحيط الاجتماعي-الثقافي في الجزائر المعاصرة وتكوين باحثين جزائريين في العلوم الإسلامية من حيث البرامج ومناهج وعلاقة تكوين الباحثين بالواقع الاجتماعي- الثقافي· وسيتم خلال الأشغال التي تدوم يومين بمشاركة عدد من الدكاترة من جامعات كل من وهران، الجزائر، مسيلة، باتنة، أدرار وتلمسان فضلا عن جامعة "الأميرعبد القادر" للعلوم الإسلامية بقسنطينة تقديم 33 مداخلة تتناول في مجملها شتى الجوانب المتعلقة بهذا الموضوع·