طالب قادة بارزون في حركة الإصلاح الوطني محمد جهيد يونسي الأمين العام للحركة ومرشحها في رئاسيات التاسع أفريل بالاستقالة على خلفية النتائج الهزيلة التي حققها خلال هذا الاستحقاق الانتخابي، ويأتي هذا المطلب تزامنا مع قرار رئيس الحركة المستقيل محمد بولحية العودة إلى النضال تحت لواء الإصلاح. يبدو أن زلزال التغيير لم يتوقف عند حركة مجتمع السلم فحسب، بل تجاوزها أيضا إلى حركة الإصلاح الوطني، فبعد النتيجة الهزيلة التي حققها خلال سباق الرئاسيات، وعقب إعلان المجلس الدستوري رسميا، مساء أمس، عن النتائج النهائية لرئاسيات التاسع من أفريل، بدأت أصوات من داخل حركة الإصلاح تنادي باستقالة جهيد يونسي، خاصة وأن مختلف المحللين السياسيين أن النسبة التي حصل عليها في الرئاسيات حيث حل في المراكز الثلاثة الأخيرة بحصوله على نسبة 37.1%، تعكس التراجع الرهيب للتيار الإسلامي في الجزائر. وقد أصدر،أمس، عبد الحليم هياق عضو مجلس الشورى الوطني للحركة بيانا شديد اللهجة انتقد فيه أداء محمد جهيد يونسي خلال الاستحقاق الرئاسي المنقضي، معتبرا أن الجميع كان ينتظر أن يقدم يونسي استقالته بعد "النكسة التي ألحقها بالحركة، والنتيجة الهزيلة التي لا تنمحي آثارها إلا بعد سنوات، طالعنا المرشح المهزوم شر هزيمة بتبريرات لا تسمن ولا تغني من جوع". وأضاف ذات البيان أن الأجدر بيونسي ومن سانده أن يقدموا استقالاتهم الجماعية حفظا لماء الوجه"، داعيا في الوقت ذاته "محمد بولحية رئيس الحركة المستقيل إلى التراجع عن قرار استقالته، وتسلم المبادرة لبناء الحركة من جديد، وعدم تركها سجلا تجاريا لهواة البزنس السياسي. المطالبة باستقالة محمد جهيد يونسي جاءت متزامنة مع إعلان محمد بولحية رئيس الحركة السابق نيته في إلغاء استقالته والعودة إلى العمل في صفوف الحركة من جديد، حيث قال "سبق أن تحملت مسئوليتي عقب الاستحقاق النيابي، وعرضت استقالتي على المجلس الشوري عقب النتائج السلبية التي حققها الحزب في ذلك الموعد". وردا على تأكيدات جهيد يونسي بأن الحركة أحرزت تقدما خلال الاستحقاق الأخير بمضاعفة وعائها الانتخابي بأزيد من 60 ألف صوت، قال محمد بولحية في تصريحات لموقع " إسلام أون لاين" "إن هذا الذي رشح نفسه للانتخابات سوق لمغالطة كبيرة؛ فخلال التشريعيات الأخيرة دخلت الحركة السباق الانتخابي في عدد محدود من الولايات، غير أن هذا المترشح شارك في كامل ولايات القطر الجزائري"، وبالتالي "فلا يمكننا بأي حال من الأحوال الحديث عن إحراز تقدم في حصد أصوات الناخبين، وعن إمكانية عودته إلى رئاسة الحركة استجابة لدعوة العديد من كوادرها وإطاراتها رد محمد بولحية قائلا "هؤلاء الإخوة مشكورون على هذا الموقف، وأنا أقدر شعورهم وحسن ظنهم بي، لكنني سوف أفكر في الأمر مليا، من أجل الحسم بصفة نهائية في هذه القضية".