كشف الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين عن نية الجمعية في إرسال وفد من إلى بريان بولاية غرداية بهدف لعب دور الوساطة وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بهذه المنطقة، وذلك إثر عمليات الشغب التي اندلعت نهاية الأسبوع الفارط بين أنصار المذهب المالكي وأنصار المذهب الإباضي، مخلفة أكثر من 30 جريح إلى جانب خسائر مادية معتبرة. استنكر الدكتور عمار طالبي في تصريح خص به "صوت الأحرار" الأعمال التخريبية التي شهدتها منطقة بريان اثر اندلاع نار الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة في صراع بين أصحاب المذهب المالكي والمذهب الإباضي، حيث أكد المتحدث أن أعمال الشغب لا تخدم أي طرف من الأطراف المتنازعة. ومن هذا المنطلق لم يتردد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين في دعوة شباب وشيوخ المنطقة إلى أن يحتكموا إلى العقل والحكمة والنظر إلى مصلحة الأمة، وكذا تجاوز كل الأحقاد التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف. كما أشار الدكتور طالبي إلى ضرورة مراعاة الأخوة الإسلامية التي تعلو كل شيء وعدم الجري وراء صراعات وهمية لا أساس لها في الواقع، وحسب ما ردده الأستاذ، فإن الصراع بين المذهبين المالكي والإباضي غير مطروح بتاتا، لأنها تنتمي كلها إلى المذاهب السنية ويبقى أن الخلافات الموجودة بين هذا المذهب وذاك هي في الأصل خلافات جزئية تخضع لأمور اجتهادية ليس أكثر. وفي سياق متصل استطرد الدكتور طالبي قائلا "ليس هناك أي خلاف طائفي وما يحدث في بريان ليس له علاقة بالدين الإسلامي، لأن التفرقة القائمة على أساس العصبية، الدين، العرق أو اللغة، هي ممارسات ينبذها الإسلام ويحاربها، فكلنا إخوة، فمهما كنا عربا أو أمزيغا، فإن الإسلام يجمعنا". وأمام هذه المعطيات أكد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين أن الحل المبدئي يكمن في الكف عن النزاع فورا، ثم العمل على تحضير لقاءات في شكل مفاوضات تجمع الأطراف المتنازعة للعمل على تجاوز الخلافات وإيجاد أرضية مشتركة ترضي الجميع، كما أشار المتحدث إلى أهمية إنصاف المظلومين الذين راحوا ضحية العنف والفتنة التي حدثت وكف الظالمين عن ظلمهم في الوقت ذاته. وعن دور جمعية العلماء المسلمين قال الدكتور طالبي إن رئيس الجمعية الشيخ عبد الرحمن شيبان وبالتشاور مع باقي الأعضاء اقترح إرسال وفد خاص إلى بريان من أجل تقريب وجهات النظر بين الجهات المعنية بالنزاع، ويبقى أن المبادرة الصادرة عن الجمعية رهينة الرد المنتظر من طرف الجهات المعنية على مستوى منطقة بريان. ولم يغفل نائب رئيس الجمعية دور السلطات الأمنية، حيث دعا المسؤولين إلى تفعيل دور هذه السلطات لكي تعلب دورا أساسيا في الحفاظ على أرواح وأعراض وممتلكات السكان بمنطقة بريان، وكذا تسخير كل الإمكانيات من أجل تهدئة الأوضاع في انتظار الوصول إلى حل نهائي يرضي جميع الأطراف. ويشار إلى أن منطقة بريان قد شهدت في الآونة الأخيرة اندلاع عديد من أعمال الشغب بسبب الصراعات التي نشبت بين أنصار المذهب المالكي وأنصار الذهب الإباضي، وبالرغم من كل المحاولات الرامية إلى تهدئة الأوضاع، لا تزال النزاعات قائمة بين الأطراف المتخاصمة.