وجدت تركيا لنفسها حقا قائما في غزو مواقع حزب العمال الكردي المتمركزة في سلسلة جبلية يقيم فيها انفصاليون و إرهابيون امتلكوا كل أدوات ألعنف والتخريب لتنفيذ خططهم الفاقدة لمبادئ شرعية استرداد الحقوق القومية. وتركيا لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء تهديدات تنطلق بمخاطرها من خلف حدود مباحة في ظل احتلال أمريكي عسكري عجز تماما عن فرض ألنظام وعمد إلى بث الفوضى وتعميم الموت في كل مكان.. ولا أحد قادر على تأمين حدودها من تهديدات حزب ألعمال ألفاتح لخنادقه ألقتالية في كردستان ألعراق بحماية حكومة إقليمية طارئة غير عابئة بالاتفاقيات الأمنية الثنائية المشتركة المبرمة مع تركيا منذ عهود سياسية سابقة . والقيادات الكردية الانفصالية التي يتزعمها مسعود بارزاني وجلال طلباني مازالت تتصرف بعقلية إقطاعية غابرة، ولا يعنيها أمن العراق وسيادة أراضيه فقد فتحت حدوده أيام تمردها أمام خلايا ألتغلغل ألإيراني في أوج المواجهة العراقية- الإيرانية في حرب الثمانينات. لكن أهداف تركيا اليوم أبعد من ضرب مواقع المتمردين الأكراد.. فهي أخذت من قبل حق ألتغلغل في عمق ما يساوي 20 كيلومترا داخل الأراضي العراقية لملاحقة ألمتمردين الذين يهددون ثوابتها الأمنية .. وهذا ألحق مازال قائما في اتفاقية ثنائية لم تلغ لحد ألآن. وما يشغل تركيا حقا هو الدور الكردي الفعال في صنع القرار السياسي العراقي بالتحالف مع قوى طائفية تعمل لحساب الأجندة الإيرانية..إلى جانب قيام إقليم كردي يأخذ شكل دولة لها دستورها ونظامها تنفصل شيئا فشيئا عن المركز في بغداد وتسعى إلى ضم محافظة كركوك الغنية بالموارد النفطية لتضمن موردا اقتصاديا يستكمل شروط وجودها المستقل . وتوثب تركيا لغزو شمال ألعراق في ظل حكومة رجب الطيب أردوغان تحركه دوافع إستراتيجية يساعد ألظرف ألدولي و ألإقليمي ألراهن على تنفيذها..واهم ألدوافع هو ألحد من ألاندفاع ألكردي في رفع سقف ألمطالب ألسيادية و ألاقتصادية و ألسياسية فوق رقعة جغرافية تتجاوز حدود كردستان ألعراق..لتصل منطقة كردستان تركيا . والقيادة العسكرية التركية تقرأ الأمور بأبجدية الفرص المتاحة لتنفيذ إستراتيجيتها العسكرية ألمؤجلة منذ زمن سابق.. في ظل حكومة لا تخرج عن نطاق سيطرة حلف شمال الأطلسي. الوضع ألعراقي المتردي، ومرونة الموقف الأمريكي في التعامل مع مطالب تركيا الحليف ألإستراتيجي، وتصاعد لهجة المواجهة الدولية ضد إيران النووية..تجعل التحرك العسكري التركي ممكنا وهو يذهب تحت غطاء القضاء على الخطر الكردي لتحقيق مخططه التوسعي القديم وبلوغ حلم الوصول إلى كركوك والموصل..