توعد الرئيس التركي عبد الله غول برد قاس ضد مسلحي الحزب العمالي الانفصالي الكردي وانزال العقاب الذي يستحقونه بعد الهجوم المسلح الذي نفذوه ضد وحدة للقوات النظامية التركية وخلف مصرع 15 جنديا وفقدان اثنين آخرين. وقال الرئيس عبد الله غول انني اؤكد مرة اخرى اننا عازمون على مواصلة حربنا ضد المتمردين مهما كان ثمن ذلك. وقالت مصادر الجيش التركي أن الهجوم مهد له بعمليات قصف مدفعي مكثف انطلاقا من قواعد الحزب في شمال العراق منذ مساء اول امس. وفي اول رد فعل على هذه العملية شرع الجيش التركي في اوسع عملية قصف بالمدفعية الثقيلة والطائرات المقنبلة والمروحية على مواقع الحزب في العراق في نفس الوقت الذي ارسلت فيه تعزيزات اضافية من قوات المشاة التركية الى جبهة المواجهات العسكرية مع عناصر حزب ال "بي كا كا". وتعد هذه اكبر حصيلة قتلى تتكبدها القوات التركية منذ عدة اشهر بعد الهجومات البرية والجوية التي شرعت فيها منذ قرابة عام ضد معاقل عناصر الحزب الكردستاني الانفصالي في تركيا والتي بلغت الى العمق العراقي. وهاجم مسلحو الحزب الكردي الانفصالي وحدة للجيش التركي بمنطقة الاناضول في جنوب شرق البلاد على مستوى بلدة سمدنلي على الحدود العراقية خلف مقتل 15 جنديا وفقدانهم ل23 عنصرا من قواتهم. وعقد المجلس الاعلى لمكافحة الارهاب التركي امس اجتماعا طارئا على خلفية هذا الهجوم برئاسة الوزير الاول رجب طيب أردوغان لمناقشة كيفية الرد على هذا الهجوم لوضع حد لنشاط مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي. واضطر اردوغان الى قطع جولة اسيوية بدأها بالعاصمة التركمانية عشق اباد قبل توجهه الى منغوليا المحطة الثانية في هذه الجولة. وكان من المقرر أن يعقد المجلس الأعلى لمكافحة الارهاب اجتماعا عاديا يوم التاسع من أكتوبر بمشاركة رئيس هيئة أركان الجيش وكبار قادة القوات المسلحة ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات. ويعد هذا ثاني اجتماع لأعضاء هذا المجلس كان سيعقد خلال أقل من شهر بعد آخر اجتماع له يوم 11 سبتمبر الماضى. وربط متتبعون هذه العملية بالجلسة التي كان يعتزم نواب البرلمان التركي عقدها بعد اربعة ايام فقط للتصويت على مشروع قانون كانت الحكومة التركية قد تقدمت به لتمديد الصلاحية الممنوحة للجيش التركي للقيام بعمليات عسكرية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني الانفصالي في شمال العراق لمدة عام آخر يبدأ يوم 18 أكتوبر الجاري. ويعد هذا اكبر هجوم للعناصر الانفصالية منذ الهجوم الذي وقع في منطقة "يوكسك أوفا" بمحافظة هكارى في جنوب شرق البلاد شهر جويلية الماضي وخلف مصرع 16 جنديا وتم أسر 8 آخرين على أيدي العناصر الكردية المتمردة. ودخلت قوات الحزب العمالي الكردستاني الانفصالي في حرب مفتوحة ضد القوات النظامية التركية منذ سنة 1984 للمطالبة بالاستقلال عن تركيا في صراع مفتوح خلف الى حد الآن مقتل أكثر من 32 ألف ضحية من العناصر الكردية و6500 من القوات الجيش النظامي التركي بالاضافة الى 5500 مدني تركي.