كشفت المحامية فاطمة بن براهم ل " صوت الأحرار" أن الطفلة صفية المتنازع حول نسبها إلى الأب الجزائري أم إلى الرعية الفرنسي " توجد في مكان آمن" بانتظار الفصل في قضيتها، مضيفة أن نتائج تقرير الخبرة الصادر مؤخرا عن الشرطة العلمية التابعة لأمن العاصمة " قطع الشك باليقين وأثبت بأن نسب صفية يعود لوالدها الجزائري وليس للأب الفرنسي المزعوم" ، وأكدت بن براهم أن بحوزتها أدلة ثابثة على ذلك من بينها صورة التقطت لوالدة صفية برفقة زوجها الجزائري أياما قليلة قبل وفاتها، وفيما سيتّم الفصل في القضيّة بتاريخ 3 ماي المقبل، قالت المحامية " قضية نسب صفية لوالدها الجزائري رابحة لا محالة". لا تزال قضية الطفلة " صفية" المولودة بفرنسا شهر ديسمبر من سنة 2001 و المتنازع حول نسبها منذ 2005 سنة وفاة والدتها في حادث سير بأرزيو ، تطفوا إلى السطح، والتي كانت جريدة " صوت الأحرار" السباقة إلى تناولها ومتابعتها بكل تفاصيلها، عن جديدها أكدت المحامية بن براهم فاطمة أن المرافعة في ذات القضية ستستأنف يوم 03 ماي المقبل للفصل فيها، وفيما تحفظت بن براهم على الحديث عن مجريات المرافعة ، قالت أنها ستحمل جديدا يكون لصالح الطفلة " صفية" قائلة " سكوتي يخفي ما لا يمكنني البوح به قبل المرافعة لصالح التحقيق في القضية وإثبات نسب صفية لوالدها الجزائري"، واكتفت بالقول أنها ستطالب بعد المرافعة بالتحقيق مع كل من خرق القانون وضرب بنصوص الشريعة الإسلامية عرض الحائط، في إشارة إلى تحايل الرعية الفرنسي على العدالة الجزائرية ووقوف أشخاص إلى جانبه، خاصة وأنه يحوز على وثيقة من طرف إمام ادعى بواسطتها أنه عقد قرانه على المرحومة والدة صفية، على الرغم من عدم جواز عقد قران حامل على شخص آخر دون تبرئة الرحم. بن براهم أكدت أن بحوزتها أدلة جديدة تثبت بأن نسب صفية يعود لعائلتها الجزائرية، من بينها صورة جمعت والدتها فراح بوالدها الجزائري أيام قليلة قبل وفاتها، أدلة من شأنها أن تجزم بأن " قضية نسب صفية الجزائري رابحة لا محالة". هذا واعتبرت بن براهم عملية استرجاع الطفلة " صفية" من قبل مصالح الأمن مؤخرا من بيت جدتها بحي كارطو بوهران" إجراء غير عادي ولكنه مفهوم"، وفيما يجهل مكان تواجدها إلى حدّ الساعة أضافت " صفية توجد في مكان آمن". " شاربوك يتحايل على العدالة " عن نسب صفية المتنازع حوله قالت بن براهم " أنا متأكدة من أن الرعية الفرنسي جاك شاربوك ليس والد صفية " معيبة عليه خرقه للقانون الجزائري الذي ينص في المادة 40 على إجراء تحاليل " أدي آن" في قضية إثبات النسب، وكذا خرقه لحق من حقوق الطفلة صفية التي يعد إثبات نسبها حق من حقوقها المنصوص ضمن اتفاقية حقوق الطفل ، وذلك بعدم تطبيقه للحكم الصادر عن مجلس قضاء وهران الذي ينظر في القضية، برفضه إجراء تحاليل الحمض النووي " أدي آن" الأمر الذي من المفروض أن يسقط حقه ، تضيف بن براهم، غير أنه واصل مطالبته بإلحاق نسب الطفلة " صفية " به " رفضه إجراء تحاليل الحمض النووي يؤكد ضمنيا أن صفية ليست إبنته" تقول محدثتنا، مشيرة إلى أن " البينة على من ادعى". لم يتوقف تحايل شاربوك على العدالة عند هذا الحد حسب بن براهم، إذ سبق له وأن تحايل عليها بادعائه أنه اعتنق الإسلام وقيامه بتغيير اسمه إلى فاروق شاربوك، في حين أنّ وثيقة من وزارة الشؤون الدينية أثبتت أنّه لم يدخل الإسلام قطّ ، وأنه غير مسجّل في قائمة معتنقي الإسلام، وأن هذا الأخير لا يملك سوى ورقة غير رسمية مكتوبة بخطّ اليد، سلمها له إمام مسجد، دون بها أنّ اسم جاك شاربوك تحوّل إلى فاروق شاربوك وأنّه اعتنق الإسلام، بينما أكدت عائلة بلحوسين كما سبق وأن أشارت له "صوت الأحرار"، على لسان دفاعها أمام محكمة الأحوال الشخصية خلال جلسة شهر أفريل الجاري بأن ارتباط الرعية الفرنسي جاك شاربوك بوالدة صفية المدعوة فراح بلحوسين كان أبيضا ، أي رغبة في تسوية وضعيتها في فرنسا والحصول على بطاقة الإقامة ، وبعد أن تنازعت مع شاربوك عادت إلى الجزائر غير أنها توفيت في حادث مرور أليم، وأن هذا الأخير الذي يعد من الأقدام السوداء ليس بمسلم وإنما مسيحي تزوج بوالدة صفية وهي حاملا في شهرها الثالث، بينما لم يلد من زوجته الأولى رغم مرور أكثر على 20 سنة من الزواج، كما سبق لخال صفية بلحوسين عبد الله وأن أكد لنا. تقرير الشرطة العلمية يؤكد تقاربا بين بصمات صفية ووالدها الجزائري إلى ذلك اعتبرت المحامية نتائج تقرير الخبرة الصادر عن الشرطة العلمية التابعة لأمن العاصمة بتاريخ 17 مارس الماضي " ليس انتصارا فقط، بل يعبر عن كلمة دفاع الطفلة صفية" مشيرة أنها طالبت إجراء هذه التحاليل منذ بداية مرافعتها في القضية " لجأنا إلى القضاء أملا في أن يفصل في القضية وينصفها ويطبق العدالة ، نحن أمام رجلين، أحدهما أنجب صفية والآخر منحها إسمه، غير أننا تفاجأنا بالرعية الفرنسي يرفض تطبيق الحكم الصادر في حقه، ويبقى حرا طليقا أمام مطاردة أهل صفية " تقول بن براهم التي اعتبرت ذات التصرف " لا قانوني ولا شرعي ولا وطني" مؤكدة أنه " من العار أن يلغي فرنسي عقد زواج رجل جزائري بوالدة صفية ويتحدى العدالة بعدم تطبيق قراراتها وبالمقابل إصراره على إلحاق صفية بنسبه". حيث خلص تقرير الشرطة العلمية التابع لأمن العاصمة الذي أجري بناء على طلب من النائب العام لمجلس قضاء وهران إلى أن بصمات صفية وعينة من لعابها تشبه بصمات ولعاب والدها الجزائري، مما أحدث نقلة قوية في مجرى التحقيق في نسب الطفلة ، على اعتبار أنه دليل قاطع يرجّح كفّة النسب لصالح العائلة الجزائرية، خاصة أمام إصرار الرعية الفرنسي على عدم الخضوع لتحاليل الحمض النووي. العدالة تفصل في القضية يوم 03 ماي المقبل وفيما حازت قضية صفية على اهتمام الرأي العام وعرفت بعدا سياسيا وصل حد تدخل الرئيس نيكولا ساركوزي ومفاتحته للرئيس بوتفليقة في الموضوع، وطرحت أيضا على النائب العام لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما تناولتها وسائل الإعلام الدولية واعتبرتها المحامية بن براهم "مساسا بالسيادة الوطنية" سيبقى يوم 03 ماي المقبل يوم الفصل في نسب الطفلة " صفية" بشكل نهائي إمّا لصالح والدها " يوسفي محمد" وعائلة والدتها "بلحوسين" المقيمة بوهران، أو لصالح الوالد الفرنسي المزعوم جاك شربوك.. حكم قضائي من شأنه أن يفك النزاع ويمنح للطفلة " صفية" هوية رسمية، تكفل لها مزاولة الدراسة لاحقا.