الطفلة صفية قطع تقرير خبرة علمي صادر عن جهة رسمية الشكّ باليقين في قضيّة الطفلة صفية حيث قدّم أدّلة ممّا لا مجال للريب أو الجدل حولها تثبت أنّ هناك تقاربا كبيرا في بصمات الطفلة ووالدها الجزائري وكذلك يوجد تشابه فيما يتعلّق بعيّنات من اللّعاب. * فجّر تقرير الخبرة الصادر عن الشرطة العلمية بالأمن الولائي للعاصمة، قنبلة من العيار الثقيل في مسار قضيّة الطفلة صفية أو صوفي، المتنازع حول نسبها ما بين الأب الجزائري محمد يوسفي وعائلة والدتها الوهرانية كطرف أوّل والأب الفرنسي المزعوم جاك شربوك كطرف ثاني، خصوصا وأنّها أخذت أبعادا سياسية وتحوّلت من مجرّد قضيّة خاصّة بمحكمة الأحوال الشخصية إلى قضيّة دولة، لفتت انتباه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي فاتح بوتفليقة فيها. * وحسب تقرير الخبرة العلمي الصادر بتاريخ 17 مارس الفارط، والذي اطّلعت "الشروق" عليه، فإنّه يحدّد في خلاصة النتائج التي توصّل إليها أنّ هناك تشابها كبيرا ما بين بصمات الطفلة صفية ووالدها الجزائري محمد يوسفي، كما تمّ تحليل عيّنة من لعاب الطرفين ما أثبت وجود نفس التقارب، وكان ذلك بناء على طلب من النائب العام لدى مجلس قضاء وهران، الأمر الذي يؤكّد أنّ الطفلة جزائرية ولا حظّ للفرنسي جاك شاربوك فيها، وقد تقدّم المحامي لدى مجلس القضاء، الأستاذ برباج رابح، دفاع العائلة الوهرانية في القضيّة مذّكرة أمس تتضمّن نسخة من تقرير الخبرة الذي أنجزته مصالح الشرطة العلمية على مستوى مخبر العاصمة، كدليل قاطع يرجّح كفّة النسب لصالح العائلة الجزائرية، خصوصا وأنّ الفرنسي شاربوك يرفض إلى حدّ الساعة الانصياع لمطالب العائلة الوهرانية التي لا تزال تصرّ على إجرائه لتحليل الأدي أن" حتّى يكون ذلك حاسما علميا وقانونيا بين الطرفين، وبناء على تقديم هذه المذكّرة لمحكمة الأحوال الشخصية، سيتّم الفصل في القضيّة بتاريخ 3 ماي المقبل. * ويجزم الأستاذ برباج رابح، أنّ هذه المعطيات تؤكّد "أنّ الطفلة جزائرية النسب ومسلمة وأنّ القضيّة رابحة لا محالة"، مستدلاّ من جانب آخر إلى الشقّ الشرعي في القضيّة، والجدال الواقع حول ولاية شاربوك ذو الديانة المسيحية على مسلمة، في حين أصدر مجلس الفتوى بوهران، تحريم ذلك، مثلما سبق للشروق وأن تطرّقت إليه ولم يبق إلاّ أسابيع معدودات لتحطّ الحرب أوزارها ما بين المتنازعين، إذ من المرجّح أن تعود صفية إلى حضن جدّتها المقيمة بحيّ كارطو والتي يجهل أين هي الآن بعدما قامت مصالح الأمن باسترجاعها مؤخّرا، ورفض النائب العام لدى مجلس القضاء تحديد مكانها. * ويضاف دليل تقرير الخبرة المشير إلى التشابه في البصمات التي تكاد تكون متطابقة وكذا اللّعاب، إلى جملة الأدّلة والحقائق التي سبق وأن كشفتها العائلة الوهرانية على صفحات "الشروق"، على غرار إدّعاء شاربوك اعتناق الديانة الإسلامية وتحايله على العدالة من خلال تغيير اسمه إلى فاروق شاربوك، في حين أنّ وثيقة من وزارة الشؤون الدينية تثبت أنّه لم يدخل الإسلام قطّ، إضافة إلى عدم إنجابه مع زوجته الأولى طول 20 سنة من المعاشرة الزوجية.