أعقبت أعمال العنف مهرجان قوى الحراك الجنوبي الذي أقيم ليلة الاثنين إلى الثلاثاء في المحافظات الجنوبية اليمنية، وتواصلت الاشتباكات المتقطعة بمنطقة ردفان بمحافظة لحج، في وقت طالبت فيه الحكومة اليمنية كلا من السعودية وسلطنة عمان بتسليمها مطلوبين يمنيين. واعتقلت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت جنوبي شرقي اليمن 25 شخصا على خلفية أعمال التخريب التي شهدتها مدينة المكلا وسط أنباء عن استمرار اشتباكات متقطعة. وقال شهود إن الشرطة اشتبكت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء مع محتجين هاجموا السيارات والمتاجر أثناء الاشتباكات في المكلا. وقال مدير أمن محافظة حضرموت العميد أحمد حامدي إنه يجرى التحقيق مع الموقوفين بعد أعمال شغب محدودة اندلعت عقب مهرجان خطابي أقامته عناصر خارجة عن القانون. وذكر حامدي أن أجهزة الأمن تعاملت مع المهرجان -غير المرخص والذي تضمن ترديد شعارات انفصالية- بمرونة عالية تفادياً لأي احتكاكات أو تداعيات سلبية. وقالت مصادر محلية في منطقة ردفان بمحافظة لحج إن اشتباكات متقطعة تدور في المنطقة منذ فجر أمس بين المواطنين وقوات الأمن. وانتهى مهرجان خطابي مساء أول أمس بمحافظة أبين شرقي اليمن بكلمة للمنشق عن الحكومة اليمنية طارق الفضلي جمعت بين الدعوة لتقسيم اليمن وتوحيد الجنوب. وقال الفضلي -الذي كان يعد أحد أعمدة السلطة في محافظة أبين- في بيان له "إن الزمن الذي نعيشه قاس جداً، ولا يقبل تعدد الكيانات، بل إن الأصل في نضالنا وتضحياتنا هو الهدف الواحد وهو تحرير الجنوب من أسوأ احتلال همجي ولأجل ذلك يجب أن نتحد لكي نكون قادرين على تقرير مصيرنا". ودافع محافظ أبين أحمد الميسري عن غياب قوات الأمن في محيط المهرجان تجنباً لتكرار ما حدث في المكلا بقوله "حرصنا على عدم الزج بقوات الأمن في مواجهة استفزازات هذه العناصر التخريبية وعدم الاحتكاك بها تجنباً لإراقة الدماء". وبالتزامن مع مهرجانات الليلة الماضية أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مساء الاثنين أن اليمن تقدم بطلب للسلطات السعودية وسلطنة عمان "بتسليمه عددا من العناصر اليمنية المطلوبة المقيمة في البلدين التي تستغل وجودها هناك وتمارس أعمالاً عدائية ضد اليمن". ونسبت الوزارة إلى من وصفتهم بالمصادر المطلعة قولهم إن ملفات سلمت للسلطات في البلدين وتتضمن "الأنشطة المعادية والتخريبية التي تقوم بها تلك العناصر ضد اليمن ووحدته وأمنه واستقراره". وقالت الوزارة إن اليمن استند في مطالبه إلى المعاهدات والاتفاقيات الموقعة بينه وبين السعودية وسلطنة عمان وباعتبار أن أمن واستقرار اليمن أمر يهم كلا منهما والعكس صحيح. وفي حين لم تشر وزارة الدفاع اليمنية إلى العناصر المطلوبة بالاسم فإن أبرز شخصية مقيمة فى السعودية هو رئيس وزراء أول حكومة وحدة يمنية عام 1990 حيدر أبو بكر العطاس، وفي سلطنة عمان الرئيس اليمني الجنوبي السابق على سالم البيض. وسبق لليمن أن طالب السعودية عام 2006 بتسليم وزير الخارجية السابق المقيم فيها عبد الله عبد المجيد الأصنج، إلا أن مطالبة اليمن لم تستمر وتمت تسوية الموضوع بالتزام الأصنج بعدم ممارسة أي نشاط سياسي انطلاقا من الأراضي السعودية.