دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجماعات السياسية التي تقود احتجاجات عنيفة في الجنوب إلى التزام مبدأ الحوار بعد أن لوح باستخدام القوة إذا تعرضت وحدة البلاد للتهديد. جاء ذلك في خطاب ألقاه الرئيس اليمني أول أمس خلال افتتاحه الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العام في صنعاء مخاطبا أحزاب المعارضة، حيث أعرب عن استعداده للشراكة وتشكيل ائتلاف حاكم في البلاد. وشدد صالح على أن "الشعب اليمني أسرة واحدة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق"، مطالبا القوى التي تطالب بانفصال الجنوب بالابتعاد عن "ثقافة الكراهية والعنف" والتزام مبدأ الحوار "تحت مظلة الديمقراطية والمؤسسات الدستورية". وأعلن استعداد حزبه للدخول في انتخابات مبكرة إذا كانت بقية الأحزاب جاهزة، مشيرا إلى أن التمديد للانتخابات تم بطريقة سليمة. وعن الاحتجاجات التي تشهدها المحافظات الجنوبية وتعرف باسم "الحراك الجنوبي"، طالب الرئيس اليمني بتغيير المصطلح باعتباره دلالة على العمل التخريبي، ووصف عناصر تنظيم القاعدة بأنهم متخلفون ومرضى وجهلة وفاشلون في دراستهم، ولا يمكن منعهم من الموت. وكان الرئيس اليمني أشار إلى أن السلطات أخمدت العنف في المحافظات الجنوبية وأن الهدوء عاد ثانية إلى تلك المناطق بمساعدة من وصفهم "بالمواطنين الأمناء المحترمين"، ملوحا باستخدام القوة إذا تعرضت وحدة البلاد للتهديد. وكانت احتجاجات عنيفة مناوئة للحكومة قد اندلعت بمدن المحافظات الجنوبية لحج والضالع وحضرموت الأسبوع الماضي وسط دعوات من جانب جماعات انفصالية جنوبية إلى فصل الجنوب. وتسلط أعمال العنف الضوء على استمرار التوترات المتزايدة بين الجنوب والشمال عقب الحرب الأهلية 1994 حين تعرض الانفصاليون في الجنوب لهزيمة عسكرية في الحرب التي قادها صالح بعد أربع سنوات من إعلان قيام الوحدة بين الشطرين. من جهة أخرى، أغلقت السلطات اليمنية سبع مطبوعات بينها أشهر الصحف اليومية على خلفية قرار سابق من قبل وزارة الإعلام بوقف أي مطبوعة تقوم بنشر "ما يهدد الوحدة الوطنية ووحدة البلاد" في إشارة إلى الأحداث التي تجري في المحافظات الجنوبية. ونقلت مصادر إعلامية عن شهود عيان قولهم إن شاحنات كانت تحمل نسخا من العدد الصادر لجريدة الأيام تعرضت قبل يومين للنهب من قبل عناصر موالية للحكومة تعرف باسم "حراس الوحدة" وأضرموا النار فيها، في حين قامت قوات الشرطة بتطويق مقر الجريدة في العاصمة صنعاء. كما أوقفت وزارة الإعلام -بالإضافة إلى خمس صحف أخرى- جريدة المصدر الأسبوعية التي وصف رئيس تحريرها سامر جبران هذا القرار "بأنه قرصنة وانتهاك صارخ لكافة القوانين اليمنية". وعلى الصعيد الأمني أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أول أمس مقتل ثلاثة عسكريين بمحافظة لحج بجنوب اليمن خلال تنفيذهم مهمة عسكرية. وقالت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني إن عناصر مسلحة اعتدت على ضابطين ومساعد من اللواء 201 وهما في طريقهما إلى واجبهما في تأمين الخط من العند إلى ردفان، مما أدى إلى استشهادهم. ومن جهة أخرى، ذكر شهود عيان ومسؤول محلي أن أربعة من المتمردين الزيديين وجنديا يمنيا قتلوا في اشتباكات وقعت بين الجانبين أول أمس. وأوضح الشهود أن الاشتباكات اندلعت بعد قيام المتمردين -الذين يطالبون بعودة نظام الحكم الإمامي الزيدي الذي أطيح به عام 1962- بفتح النار على مقر للحكومة في محافظة صعدة القريبة من الحدود السعودية، مما أسفر عن مقتل جندي يمني. وفي المقابل، قامت قوات الأمن بتطويق المتمردين في القلعة شمال بلدة رازح حيث وقع الهجوم.