قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يأمل في تحسين علاقات بلاده مع روسيا، معتبرا أن هناك فرصة ذهبية لذلك بعد سنوات من التوتر في فترة رئاسة سلفه جورج بوش. وجاءت تصريحات أوباما عقب استقباله الخميس الماضي وزير الخارجية الروسي الزائر سيرجي لافروف حيث جرى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها الملف النووي الإيراني إضافة إلى التطورات في باكستان وأفغانستان والشرق الأوسط. $ وسارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في نفس الاتجاه عندما عبرت عن رغبة واشنطن في تطبيع العلاقات مع روسيا ورفعها إلى مستوى جديد، مهونة في الوقت نفسه من شأن التوترات مع روسيا بخصوص جورجيا حيث قالت إنها لن تعكر صفو محادثات الحد من الأسلحة. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف عقب اجتماعهما في وقت سابق من الخميس، قالت كلينتون إنها لا تريد أن تركز على الخلافات بين البلدين بشان جورجيا أو معارضة روسيا القوية للمناورات العسكرية التي بدأها حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الجمهورية السوفياتية السابقة هذا الأسبوع. ومن جانبه، وصف لافروف اجتماعه مع كلينتون بأنه كان إيجابيا واتفق مع ما ذهبت إليه من أن الخلافات يجب ألا تفسد المفاوضات الجارية بشأن الحد من الأسلحة التي وصفها بأنها على درجة كبيرة من الأهمية لكل من روسيا والولايات المتحدة والعالم بأكمله. وقال لافروف إن بلاده ستبذل كل ما بوسعها للمساعدة في منع تفجر التوترات بمنطقة القوقاز، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى خلافات واضحة مازالت موجودة بين البلدين في عدد من الملفات. وكان من بين هذه الملفات برنامج إيران النووي الذي يعتقد الغرب أنه يهدف لصنع قنبلة نووية، في حين تقول طهران إنه مخصص لتوليد الكهرباء، حيث جددت كلينتون التهديد بتشديد العقوبات على إيران فيما جدد لافروف معارضة بلاده لهذا التوجه. كما دافع لافروف عن المبيعات العسكرية الروسية لإيران قائلا إنها "قانونية تماما" حيث إن "كل ما تبيعه موسكولطهران هو ذو طبيعة دفاعية". يذكر أن العلاقات بين أمريكا وروسيا تدهورت في عهد إدارة بوش إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، خاصة بعد أن غزت موسكو أراضي جورجيا وبسبب الخلافات بشأن خطة واشنطن لإقامة نظام للدفاع الصاروخي في دول في شرق أوروبا. ومنذ مجيء أوباما إلى السلطة أوائل العام الجاري اتجهت العلاقات إلى التحسن، واتفق مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف في لندن الشهر الماضي على التوصل لاتفاق جديد بشأن خفض التسلح، علما بأنهما سيلتقيان مجددا في موسكو خلال جويلية المقبل.