تشكل المحادثات حول نزع السلاح النووي المحور الرئيس للقمة الروسية الأميركية اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء في موسكو، والفرصة الأفضل لتجديد العلاقات بين البلدين بشكل سريع وملموس، وذلك على الرغم من العراقيل التي يمكن أن تعترضها. وسيقيم الرئيسان ديمتري مدفيديف وباراك أوباما التقدم الذي حصل حتى الآن في ثلاث جولات من المحادثات من أجل التوصل إلى إتفاق بحلول نهاية ديسمبر، وهو تاريخ إنتهاء مدة إتفاقية ''ستارت ''1 حول خفض الأسلحة الإستراتيجية . وأعلنت الإدارة الأميركية الجديدة رغبتها بحصول ''إنطلاقة جديدة'' للحوار بين البلدين بعد سنوات من ''السلام البارد'' خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ما ساهم في جعل مسالة نزع السلاح العنوان الرئيس في الحوار الثنائي، وفي هذا السياق قال الخبير الروسي فياتشلاف نيكونوف من معهد ''بوليتيكا'' للدراسات أن ''الأسلحة النووية هي موضوع الحوار بامتياز لأننا ننتظر نتائج ملموسة في هذا المجال. وإلا فان الرقابة على التسلح ستنتهي ديسمبر''. واستبعد ''التوصل إلى اتفاق جديد الأسبوع المقبل في موسكو''، مشيرا إلى أن ''المطروح اتفاق على الأطر العريضة''. وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن اوباما ومدفيديف سيطلبان من وفدي بلديهما المفاوضين ''انجاز إعمالهما بحلول ديسمبر". وللطرفين مصلحة حقيقية في التوصل إلى اتفاق سريع حول خفض أسلحتهما النووية بعيدا عن المواقف التي تصدر في بدايات عهد رئاسي أمريكي والتي تقتصر مفاعليها على الأصداء الإعلامية.، ويقول المفاوض الأميركي السابق حول معاهدة ستارت جيمس غودباي، الخبير في معهد ''هوفر اينستيتيوت'' في كاليفورنيا، أن ''الولاياتالمتحدةوروسيا تملكان 90% من الأسلحة النووية في العالم، ومن المهم أن تكونا مثلا يحتذى'' من اجل تشجيع مكافحة انتشار الأسلحة النووية. وتابع ''إذا تمكنت روسياوالولاياتالمتحدة من العمل معا في هذا المجال، فسيكون من الصعب على إيران وكوريا الشمالية وقف برنامجهما النووي''. ورأى دبلوماسي غربي في موسكو ان احتفاظ روسيا حتى اليوم بموقع الدولة العظمى يبرره وجود ترسانتها النووية، إلا انه اعتبر أن ''نشر السلاح النووي يضر بصورتها وأمنها''. وأضاف أن موسكو لم تعد تملك الوسائل المالية الكافية لسباق تسلح جديد، وتسعى إلى ان تؤمن، عبر اتفاق جديد، معادلة نووية ذات كلفة اقل، إلا أن ذلك لا يعني انه تم تجاوز كل العراقيل بدءًا بالدرع الأميركية المضادة للصواريخ في أوروبا والتي تعترض عليها موسكو بشدة وترى فيها تهديدًا مباشرًا لقوة الردع الروسية. وتريد روسيا ان يشكل الدرع عنصرًا في المفاوضات، ويشار إلى أن واشنطن تقترح أن تملك كل من روسياوالولاياتالمتحدة من الرؤوس المدمرة (النووية) ما لا يزيد على 1500-1600 رأس ومن وسائل إيصال الرؤوس المدمرة إلى الأهداف المطلوب تدميرها (صواريخ وطائرات) ما لا يزيد عن 1100 وسيلة. ومن جهة أخرى، بات معلوما أن العسكريين الروس يرفضون أن ينخفض عدد الرؤوس المدمرة إلى ما يقل عن 1700 قطعة. أوباما: الدرع الصاروخي ليس موجها ضد روسيا قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ان نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا يهدف إلى مواجهة إيران وليس روسيا. وصرح أوباما في حديث إلى صحيفة ''نوفويا غازيتا'' الروسية ينشر اليوم الإثنين، أن الولاياتالمتحدة تسعى لنشر صواريخ في أوروبا لحماية أميركا وأوروبا من الصواريخ الإيرانية البالستية التي تحمل رؤوساً نووية، و قال أوباما للصحيفة ان الولاياتالمتحدة لم ولن تنشئ نظام دفاع ضد أي هجوم محتمل من روسيا، لافتاً إلى ان هذا الاعتقاد هو من مخلفات الحرب الباردة. وكانت واشنطن اتفقت مع وارسو وبراغ على نشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا وجهاز رادار في جمهورية تشيكيا بحلول العام .2013