تفاءل سكان قرية الدبيل بحمام الضلعة بالمسيلة خيرا بعد أن تم إنجاز مصنع الاسمنت على أرضيهم ظنا أنه سيخرجهم من دوامة الفقر والبطالة لكنهم لم يجنوا سوى دوي المتفجرات والغبار والتلوث البيئى• تستمر معاناة سكان قرية الدبيل منذ إنجاز مشروع الاسمنت على أراضيها والذي انطلق في الأشغال في أكتوبر 2003 وتتواصل للسنة الخامسة على التوالي تاركنا وراءه آثار البؤس والحرمان والبطالة لدى سكان القرية الذين لم يجنوا الا دوي المتفجرات وتنفس الغبار• المشروع الذي كان يجب أن ينجز بعيدا عن المجمعات السكانية تحول إلى هاجس كل سكان القرية، من البديل والذكارة وحتى وسط مدينة حمام الضلعة وأحيائها، فكلها تعاني نفس المشاكل منذ خمس سنوات قابلة للزيادة والغبار المنبعث من المصنع الذي لا يحترم إقامة طرق وقائية لوقاية الإنسان أو البيئة لا يستعمل المصفاة إلا في القليل من المرات وهي حالات إضطرارية تشكل ضبابا قاتما يزيد تأثيره أكثر أيام الحر، مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين بأمراض الحساسية والأمراض التنفسية كالربو إضافة إلى دوي المتفجرات الذي يستعملها المصنع من أجل استخراج المادة الأولية من الجبال والمتفجرات التي تسببها أيضا المحجرة القريبة من المجمع السكاني، والتي أثرت على نفسيات السكان من الخوف والذعر وعلى يومياتهم على أصوات المتفجرات والمحاجر مع التشققات التي أصابت بعض المنازل وأصبحت عشرات العائلات تعيش وضعا بائسا وجد متدهور رغم الاستنجاد بالسلطات المعنية أكثر من مرة، لكن دون جدوى لتبقى غائبة كليا وسط ما يحدث وما يعكس من صور، إن دلت فقد تدل على البؤس والحرمان للإهمال والتقاعس، وإقصائها من شتى برامج التهيئة• وتبدو القرية بمسالكها وطرقها المتآكلة بالحفر الممتدة وسطها في حالة مزرية تزيد مأساوية مع كل فصل شتاء، من جانب آخر عدم توفرها على قنوات الصرف الصحي التي تعتبر أكثر من مهمة لتجد معظمهم مازلوا يستعملون طرق تقليدية لذلك• وفي نفس السياق ومن منظور غير بعيد عن هذا، شباب القرية كغيره من شباب الجزائر العميقة المسلوب الحقوق دون رد أي اعتبار لليوميات الذي يعيشها أهم ما يقال في مواضيعها أفكار عن البطالة وتدني المستوى المعيشي وانعدام الأماكن التي بإمكانها أن تكون متنفسا أصلح لأهم شؤون الحياة المجتمع كمركز ثقافي أو ساحات للعب كلها لا تجد لها شبيه في الدبيل، أما العمل فهو من مختلف القطاعات التي تسجل بلدية حمام الضلعة عجزا فيها والتي سجلت أكثر من 2000 طلب عمل على السنوات الأخيرة معظمهم من الشباب الذي طال به الانتظار دون تحريك ساكن• لذا يجب القضاء على هذه المشاكل ولو القليل والتزام المصالح البلدية بوعودها التي لم تجد لها أي تجسيد على أرض الواقع مع الاهتمام بالجانب البيئي بالقضاء على التلوث الذي أصبح بؤرة سوداء تتنامى يوميا•