"إسرائيل" استبدلت تكتيكيا الإيقاع الموسيقي الدموي في فلسطين ولجأت الى عزف ألحان هدنة متطرفة" تقتصر بمداها الزمني على مقاسات الوقت المستقطع من نشاطات ايهود اولمرت المصمم على إحياء انكسارات البيت ألأبيض في الشرق ألأوسط. والطريق "الإسرائيلي" العدواني المتوقف الآن في محطة استراحة تكتيكية لابد منها،يبقى مفتوحا دائما لا تعترضه أية عراقيل دولية او إقليمية تشل أو تعطل آلة الدمار التي تستهدف الإنسان العربي في فلسطين او لبنان... فقد أخذت "إسرائيل" موقعها المتعالي فوق مؤسسات المجتمع الدولي واستحكمت استحكاما مطلقا بمواقف الدول العظمى التي ترى في العدوان المدمر حقا اسرائيليا في الدفاع عن النفس ..وإدارة البيت الأبيض التي تجر أذيال هزيمة نكراء في ساحات حروبها المفتوحة هنا وهناك حسمت موقفها من قبل وأقرت بحق"اولمرت"المرحل إلى"ناتن ياهو" في فعل ما يشاء دون الرجوع إلى أحد أو انتظار موافقة أحد. .. "اولمرت" فشل في ترميم انكسار في لبنان ،وكان سعيه عبثا بآلاته العسكرية العدوانية في جبر الخاطر الإسرائيلي العاجز عن تحقيق هدف مجرد من اية قيمة أخلاقية أو إنسانية خطط له لحصد مكاسب سياسية تضمن بقاء حكومة منهزمة في العرف العسكري .. وفلسفة العدوان التي تواصل سعيها في حصاد رؤوس البشر في غزة المحاصرة والضفة الغربية لم يدواي او يجبر انكسارات "اسرائيل" في مواقع المواجهة أو يغير اتجاهات الهزيمة ويجعلها نصرا. وظل العدوان الذي يأتي تلو عدوان اعجز من رفع هامة"ناتن ياهو" كما عجز عن رفع قامة"ايهود اولمرت" المطأطأة في أروقة الكنيست الإسرائيلي خجلا من رد فعل شوارع تل أبيب الباكية على وقع هزيمة حصدتها في عدوان مدان مازال يشغل الضمير الإنساني العالمي المجهد في إزاحة ركامات الخراب. .. "و"ناتن ياهو " المتحفز بعدوانية تفوق عدوانية أريل شارون وايهود اولمرت يرى بعين الوهم الصهيوني ان مذابح الفلسطينيين واللبنانيين ستمحو فضائحهم،. والفضائح طبعت في الذكراة لا يمكن لكائن من كان أن يمحوها وقد سجلها التاريخ المعاصر دون مغالطة ..وغزة وجنوب لبنان فتحتا صفحة أخرى تدون عار"اولمرت" وزبانيته وتعد الأسطر لتدوين هزيمة أخرى تتسع لتمادي الانحراف ألأخلاقي المعهود في برتوكولات بني صهيون يصادق عليها ناتن ياهو بفريقه اليميني المتطرف. عدوان"ناتن ياهو" العائد دون ملل لم يكن كأي عدوان..فهو عدوان الإفصاح عن عدوانية سلفيه "شارون"و "اولمرت" المحملان بخزائن ذاكرتهما الدموية في فلسطين. ولبنان..وهدنته المعلنة التي يبوح عنها باحتشام هي هدنة شرط الضيافة ألآمنة التي يستحقها"جورج بوش" الزائر لأكثر مناطق العالم توترا.