"إسرائيل" التي استبدلت رغما عنها الإيقاع الموسيقي الدموي في غزة ولجأت إلى عزف ألحان هدنة اقتصرت بمداها الزمني على مقاسات الوقت المستقطع من نهاية عصر جورج بوش الحريص على ترميم انكسارات البيت ألأبيض في الشرق ألأوسط قبل رحيله..فتحت "ألقطاع ألمحاصر مسرحا لعدوان شامل سيكون آخر فعل همجي ل"إيهود أولمرت" قبل مغادرة مكتبه ألحكومي لرئيس جديد يلغي "حماس" من حساباته. والطريق "الإسرائيلي" العدواني الذي توقف قليلا في محطة استراحة تكتيكية لابد منها..ظل مفتوحا دائما لا تعترضه أية عراقيل دولية أو إقليمية تشل أو تعطل آلة الدمار التي تستهدف الإنسان العربي في فلسطين... فقد أخذت "إسرائيل"موقعها المتعالي فوق مؤسسات المجتمع الدولي واستحكمت استحكاما مطلقا بمواقف الدول العظمى التي ترى في العدوان المدمر حقا إسرائيليا في الدفاع عن النفس ..وإدارة البيت الأبيض التي تجر أذيال خيباتها السياسية والعسكرية حسمت موقفها من قبل وأقرت بحق"أولمرت"في فعل ما يشاء دون الرجوع إلى أحد أو انتظار موافقة أحد .. "أولمرت" المصاب بآثار انكسار، سعى عبثا بآلاته العسكرية العدوانية إلى ترميم انكساراته وجبر الخاطر الإسرائيلي العاجز عن تحقيق هدف مجرد من أية قيمة أخلاقية أو إنسانية يخطط له لحصد مكاسب سياسية تضمن بقاء حكومة منهزمة في العرف العسكري .. وعدوان ما بعد العدوان يواصل حصاد رؤوس البشر في غزة المحاصرة ولم يدواي أو يجبر انكسارات "إسرائيل" ألداخلية ويغير اتجاهات الهزيمة ويجعلها نصرا هو اعجز من رفع هامة"إيهود أولمرت" المطأطأة في أروقة الكنيست الإسرائيلي خجلا من رد فعل شوارع تل أبيب الباكية على وقع هزيمة حصدتها في عدوان مدان مازال يشغل الضمير الإنساني العالمي المجهد في إزاحة ركامات ألعدوان على مدن لبنان .. "أولمرت" المتحفز بعدوانية تفوق عدوانية إريال شارون يرى بعين الوهم الصهيوني ان مذابح ألمدن الفلسطينية في غزة ستنسي الإسرائيليين هزائمهم و خيبات حكوماتهم..والهزائم طبعت في الذاكرة لا يمكن لكائن من كان ان يمحوها وقد سجلها التاريخ المعاصر دون مغالطة ..وغزة فتحت صفحة أخرى لتدوين عار"اولمرت"وزبانيته وتعد الاسطر لتدوين هزيمة أخرى تتسع لتمادي الانحراف ألأخلاقي المعهود في برتوكولات بني صهيون.. عدوان"ايهود أولمرت" معلقات ثابتة في غزة ،والعدوان عليها هو المعنى في الإفصاح عن عدوانية خليفة "شارون" المحمل بخزائن ذاكرته الدموية في فلسطين ولبنان.