دعا المشاركون في الأيام الدراسية حول التراث وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية إلى التحلي بمستوى من "الوعي الرفيع" في التعامل مع التراث فيما انتقد البعض الآخر تهميش التراث في العمل الصحفي المكتوب واعتبروه غير كاف، بالنظر لما تزخر به الجزائر في هذا الجانب. شكل دور وسائل الإعلام في حماية وترقية التراث المادي واللامادي للتاسيلي المحور الرئيسي لليومين الدراسيين حول التراث، حيث أبرز المتدخلون أهمية دور الإعلام في الحفاظ على التراث والذاكرة، بينما اعتبره البعض غير كاف. وأكدت مديرة القناة الثقافية للإذاعة الوطنية فاطمة ولد خصال في تدخلها أن على الصحافي المكلف بتغطية التراث التحلي بمستوى من "الوعي الرفيع كالتراث نفسه،" مبرزة دور الصحافي في الحفاظ على هذا التراث. في نفس السياق أشارت الإعلامية إلى الدور الهام المنوط بالمرأة في إيصال التراث الشفوي واللامادي لا سيما في مجالات "الشعر والغناء والرقص وحسن الأداء والتقاليد". كما قدمت المسؤولة ذاتها لمحة حول العمل المستمر للإذاعة الوطنية في إطار المحافظة على التراث اللامادي من خلال انتاجاتها المتنوعة، مذكرة في هذا السياق بحصة "تحاجي" الخاصة بالأمثال النابعة من تراث الأجداد. أما مدير حماية الشرعية للممتلكات الثقافية وترقية التراث الثقافي بوزارة الثقافة مراد بتروني فقد أبرز في محاضرة حول "وسائل الإعلام أمام تحديات التراث الثقافي" دور الصحافة في الحفاظ على التراث معتبرا ذلك ب "غير الكافي" و"رغم الإمكانيات المتاحة" في مجال التراث الثقافي المادي واللامادي -حسب المتدخل- فإن الإنتاج الصحفي من روبرتاج وتحقيقات ومناقشات وكذا حوارات صحفية" غير كافي ولا يمس إلا الجانب الشكلي للتراث الثقافي، حيث أكد من جهة أخرى على أهمية دعم وتعزيز التنسيق ما بين المهنيين والمحترفين في مجال التراث ووسائل الإعلام. في حين أكد الصحفي أمزيان فرحاني في مداخلة بعنوان "الصحافي والتراث" أن البرامج والمداخلات في الإذاعة والتلفزيون الوطني في مجال التراث "أكثر استقبال لدى الجمهور مقارنة بالصحافة المكتوبة". وذكر فرحاني بضرورة الإشارة إلى دور المحطات الجهوية في ترقية التراث المحلي، مثمنا أهمية الرفع من عدد مواقع "سيت واب" حول التراث المحلي ومعربا في الوقت ذاته عن أمله في "إنشاء بوابة" لجمع هذه المواقع الثقافية . ولدى تطرقه إلى الصحافة المكتوبة أكد فرحاني أن التراث "يعالج بطريقة متنوعة انطلاقا من الخبر إلى الربورتاج الكبير" في موقع ما أو بخصوص إحدى جوانب التراث واعتبر المتدخل أن المعالجة للخبر في مجال التراث غير منتظمة وأن العلاقة بين الصحافيين والمحترفين في مجال التراث تبقى غير كافية". في حين قدم مدير ديوان الحظيرة الوطنية للتاسيلي أمقران صالح موقع هذه الحظيرة التي تتربع على مساحة 84 ألف كلم مربع والمتواجدة على بعد 2000 كلم من العاصمة.. وقد صنفت حظيرة التاسيلي تراث وطني في 1972 وعالمي منذ 1982 نظرا للمواقع الطبيعية والثقافية التي تزخر بها. ويمثل موقع التاسيلي حسب مدير الديوان "انجاز رائع لعبقرية الإنسان وجمال للطبيعة فريد من نوعه". للإشارة فان أشغال هذه الأيام الدراسية تنظم بمبادرة من طرف ديوان الحظيرة الوطنية للتاسيلي على مدى يومين بمشاركة مختصين في علم الآثار وباحثين إلى جانب صحافيين.