قال مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي بوزارة الثقافة مراد بتروني في محاضرة ألقاها أول أمس خلال ملتقى حول التراث بتندوف، إن التراث يشكل مرآة للهوية الوطنية، مما يتعين على المجتمع إحداث تحول حقيقي في علاقته به. ويأتي تنظيم هذا الملتقى الذي عقد تحت شعار ''التراث الثقافي والهوية''، تتمة لأشغال الأيام التحسيسية التي نظمتها وزارة الثقافة مؤخرا بتامنراست حول حماية التنوع البيولوجي بحظريتي ''الأهقار'' و''التاسيلي''. وفي هذا السياق، أوضح بتروني بأن ''التراث الوطني في حاجة إلى التأسيس لعلاقة جديدة للتعامل معه باعتباره يمثل الذاكرة الجماعية''، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ''بوضع نظرة جديدة تعتمد على العلاقة والتفاعل الحقيقي والاتصال مع هذا الرصيد الوطني؛ مما يسمح بالمحافظة عليه وضمان ديمومته''، مؤكدا أن وزارة الثقافة تعمل في هذا الاتجاه. من جهة أخرى اعتبر بتروني بأن التدخل المستمر للسلطات العمومية في مجال المحافظة على التراث الثقافي والطبيعي ليس مرهونا بالظرفية، ذلك أن ''مبدأ استمرارية عمليات المحافظة والحماية غير كاف في حد ذاته إن لم يدرج ضمن تصور عام وشامل للتراث''. وأكد مسؤول وزارة الثقافة من جهة أخرى، على أن ''هشاشة الأنظمة البيئية بالمناطق الصحراوية والاستغلال الفوضوي للثروات الطبيعية والثقافية، تفرض على السلطات العمومية مسعى مسؤولا ومنضبطا يرتكز على تطبيق القانون وضرورة وضع تشخيصات علمية وتقنية مساندة ومدعمة بمناهج بيداغوجية، وباستعمال أدوات الإعلام والاتصال''. كما تحدث المحاضر عن أهمية ''تعايش المجتمع في انسجام وليس في صراع مع تراثه، وذلك بغض النظر عن النظرة المتفاوتة للتراث''. على حد تعبيره.