باريس " مازالت ترقص على إيقاع وهم المجد الكاذب في إفريقيا..والجزائر التي أزاحت باقتدار وشاح الوهم عن صدر"ديغول" بعد أن ارتداه في احتفالات النصر الفرنسي المزعوم وورثه من بعد بعده "جاك شيراك" و"نيكولاي ساركوزي" فضحت كذبة المجد الفرنكفوني .. وفرنسا حسمت أمرها بلسان مسؤول فرنسي مجهول، خاطب الرأي العام الجزائري عبر أحدى قنواته الإعلامية، جاعلا من "الاعتذار" عن جرائم فضحها التاريخ، نقطة الحسم في مواقف لن تحسم، بعد إن قطعت جيوشها الغازية الاف الأميال واخترقت بجيشها جبال الجزائر والوديان، فعاث في الأرض خرابا حتى امتزج الدم بالتراب واختلط بجريان أوديتها الخالدة،وأسقط كل شاهد حضاري مر عليه في غزوته الهمجية،دنس الأرض وهتك العرض وفرض الحصار على المدن الآمنة في عصر مظلم كان نهاية لأزمنة الازدهار والقوة. نسفت المستعمر قواعد المدينة الكبرى و دمر شواهدها الحضارية ، ونصبت "فرنسا" عرش إمبراطوريتها القلقة فوق ركامات الخراب، تحكم بالسلاح والسوط شعبا أعلن الثورة حتى التحرير. وباريس لا تدرك أن التاريخ في وقائعه لم يسجل انتصارا لهمجية أو يوشح صدر غاز بوشاح المجد.. لتبقى «المدانة دوما في شرائع المبادئ الإنسانية تحمل جرائمها الاسم المنبوذ في ذاكرة العصور المتلاحقة وتجسد رمز خراب متوارث لكل مدينة قائمة حضاريا...و اسما متهما في دلالات الإبداع الفكري... وشاهد تاريخ لكارثة لا تنسى! أ لكارثة جعلها- الاليزيه - عنوانا زائفا ل " مجد استعماري" بغيض رقص على إيقاعها ديغول ومن ورثوه..المجد هو المعنى الأكبر للارتقاء بالوجود الإنساني المكرم في رسالات السماء منذ بدء الخليقة. إفريقيا هي ذي بوقائعها تتشكل " فضيحة" كبرى انفجرت كبالونه امتلأت بعواطف الطامعين في شمال المتوسط...التي استحالت الى صوت خنقته أبواق "الجنرالات" المزينة صدروهم بأوسمة الخراب في مواسم حصاد موت بشري شهدته الفصول الأربعة في جنوب المتوسط، المكان الذي جعلته باريس المهزومة بجنرالاتها عنوانا لمجد مكتوب بحروف وهمية لا يقرأها المحصنون من لوثة التلاعب بالعقول. انتشر الغزاة في مدن هي حاضرة التاريخ الإفريقي و"اضطروا" لمحاصرتها من أجل إنجاز غزوة أرادوها أبدية، فنشروا فرق الموت تصطف عند كل منعطف جزائري ينبض فيه نفس مقاوم لغزوة همجية. .وأغلقوا كل النوافذ الإفريقية المؤدية الى أفاق حياة أرحب، وجعلوا الشعوب تئن في معتقل كبير تتعالى فيه جلجلة السلاسل الحديدية وآهات ضربات السوط الملعون وصدى لحن إفريقي حزين..! الثوار أسقطوا أسوار الحجر البشري وحطموا معاقل العزلة وفضحوا ابتسامة الغش في ترويج بضاعة كاسدة، وتساموا بالعالم الدنيوي الى مراحل الوعي في حركة شعب يأبي أن يطرد من كل الآفاق...ففتحوا بجرأة مؤمن كل المنافذ المقفلة بأقفال جنرالات الموت. وعلق المسؤول الفرنسي المجهول، وهو يضع الشهيد الجزائري المشاهد، في مرتبة المجرم الغازي، ويسعى عبثا لانتزاع اعتذار له، علق إرث فرنسا الحضاري فوق رف قديم مزينة خطيئة استعمار الشعوب واضطهادها بألوان مجد زائف يتجسد اليوم في خطاب سياسي ارتقت به إلى مستوى قانون يتناقض مع مبادئ حق الشعوب في تقرير حق المصير وميثاق حقوق الإنسان ويستهتر بحق مئات الآلاف من الضحايا البشرية في رد اعتبارها واستعادة كرامتها الإنسانية المستلبة وهي تمجد حقبة الموت والخراب والدمار والاضطهاد في قانون غير شرعي لا هدف له الا التلاعب بالعقول..."قانون 23 فبراير 2005" وتعطي معنى الانتصار المزعوم لغزوة همجية زرعت الموت في طريق رحلتها التي أوقفتها إرادة شعب ثائر يعيد اليوم بناء حياة لن تنقطع...وتردم فجوات الانفصال عن حضارة عصر إنساني. .. والخطاب الفرنسي اللئيم مازال متمسكا بأبجدية حقبة استعمارية سوداء ، ولم ينفتح بعد على لغة عصر تتكافأ فيه الإنسانية في عالم كوني مفتوح ، وعجز عن إيجاد المعنى الحقيقي لمجد – يقترب من مبادئ "فولتير" ويشع بنور "سيزان" وجمالية أحاسيس"البيركامييه" المأخوذة من جمالية جزائرية..ومازال أبعد ما يكون عن الاعتراف ب –خطيئة باريس الكبرى .. ليبقى لغزوته العار وللشهيد الجزائري المجد.