هنا الجزائر.. بوابة إفريقيا الكبرى ومنفذها "المتوسطي" لعوالم الأرض الأكثر اتساعا، وطموح إفريقيا الأكبر في انتزاع حضور كوني يتكافأ مع ألآخر، وبوابة الانفتاح على مجتمعات تتوالد فيها حضارات معاصرة تطوى سفر العصور المظلمة، أحالها الغزاة المستعمرون في زمن استعمارهم إلى بوابة لسجن إفريقي كبير هو عنوان مدون بحرف عريض ل "خطيئة فرنسا الكبرى" التي قطعت الصلة مع إرثها الحضاري وعطلت مفرداتها الإنسانية وأطفأت نوره المشع في كون بشري تواق إلى الارتقاء، ورفضت العودة إلى مبادئ ثورة فرنسية لم تكتمل، بشرائعها التي لم تأذن بانحراف إنساني هو بمثابة الشرخ الذي يطفئ نور باريس . هنا الجزائر.. نسغ الحياة المتصاعد..في ضفاف جنوب البحر الأبيض المتوسط.. وفرح العيد الإفريقي الدائم، الذي صحح إيقاعات الرقص الفرنسي في احتفالية مجد كاذب، فضحته إفريقيا السمراء.. واضطرت باريس ان ترقص على إيقاعات طبول افريقية، إجلالا لهويتها الإنسانية ..وتخلت عن ارتداء قلادة المجد في احتفالات ذ النصر الفرنسي المزعوم المصاغ في كذبة الوهم الفرانكفوني .. هنا الجزائر.. العيد المتجدد في البوابة الإفريقية المتوجة بوقائع انتصار شعبي حقيقي لم يتناقض مع حوار إنساني في معناه الأعمق المؤثر في حركية فعل حضاري، تسلك مساراتها ألطبيعية دون عوائق أخلاقية. وطوت حقبة استعمارية سوداء، في عصر تتكافأ فيه الإنسانية في عالم كوني مفتوح .. لتبقى الخطيئة الكبرى تلاحق باريس.. وهي تتخلى عن إرث "فولتير" و"سيزان " وتشوه أحاسيس"البيركامييه" المزوجة بجماليات جزائرية أخاذة . هنا الجزائر.. ترفع رايات النصر المبين على فرنسا الغازية وتعيدها إلى قواعدها بعد قطعت آلاف الأميال واخترقت بجيشها الجبال والوديان وعبثت بالأرض التي امتزج فيها الدم بالتراب فجرى مع جريان أوديتها ألخالدة.. هنا الجزائر.. تستذكر يوم طرد ألغزاة مدن هي حاضرة التاريخ الإفريقي، و"اضطروا" وإنهاء أبشع غزوة أرادوها أبدية تحت حراب فرق الموت المصطفة عند كل زقاق جزائري ينبض بروح المقاومة لغزوة همجية. . هنا الجزائر.. تفتح اليوم كل النوافذ الإفريقية المؤدية إلى أفاق حياة أرحب، وتستذكر آلام الشعوب التي يطرب الغزاة على أنينها في معتقل كبير تتعالى فيه جلجلة السلاسل الحديدية وآهات ضربات السوط الملعون وصدى لحن إفريقي حزين.! هنا الجزائر.. يمتد رمز انتصارها فوق قواعد المدينة الكبرى، تبعث من جديد شواهدها ألحضارية، التي تحتفي إفريقيا الموحدة اليوم في ربوعها الغناء في قصيدة فرح أبدية حطم فيها الإفريقي معاقل العزلة ففتحت أمامه كل الآفاق.