رشّح تقرير صادر حديثا بأن تكون الجزائر وجهة استقطاب سياحية هامة خلال موسم الاصطياف الحالي، وأرجع ذلك إلى كونها لم تسجل أي حالة إصابة بفيروس انفلونزا الخنازير الذي لا يزال يشكل هاجسا عالميا، فيما وضع تقرير بريطاني مدينة الجزائر ضمن آخر مراتب المدن التي يحلو فيها العيش عالميا قبل كل من مدينتي دكا وهراري. أظهرت دراسة نشرتها مجلة "ذي اكونوميست" أمس الثلاثاء، أن الجزائر أفلتت من المرتبة الأخيرة لأكثر المدن العالمية التي يسهل فيها العيش، حيث جاءت في المرتبة 138 من أصل 140 مدينة شملها التصنيف، ولم تكن بلادنا أحسن حالا سوى من مدينة دكا ببنغلاداش وكذا هراري عاصمة زيمبابوي، في وقت احتلت فيه العاصمة المصرية القاهرة المرتبة 114 عالميا. وقد استندت الدراسة التي أعدتها "ذي اكونوميست" في تصنيفها إلى خمسة معايير أساسية هي الظروف الصحية، الاستقرار والثقافة والبيئة والتربية والبنى التحتية، وإذا كانت ست مدن من بين العشر الأولى في الترتيب تقع في كندا وأستراليا فإن أسفل الترتيب يقتصر على مدن أسيوية وإفريقية على شاكلة مانيلا بالفلبين (108) ونيودلهي رفقة القاهرة (114) وبومباي (120) ونيروبي بكينيا(122) ولوساكا بزامبيا (126)، حيث أورد واضعو هذه الدراسة أن "المدن التي تسجل أسوأ أداء وتصل في أسفل الترتيب تقع في إفريقيا وآسيا حيث الاستقرار والبنى التحتية غير كافية وتطرح تحديات كبيرة". وقالت الدراسة بشأن المدن التي سجلت نتيجة تقل عن 50 نقطة اعتبارا من المرتبة الثامنة والعشرين بعد المئة التي احتلتها بنوم بنه الكمبودية، بأنها تعرف يوميا مشاكل على صعيد نوعية الحياة مثلما هو الحال بالنسبة للعاصمة الجزائرية على ما أفاد معدو الدراسة الذين صنفوا طهران في المرتبة 129 وكراتشي الباكستانية في المرتبة 135، ثم تأتي مدينة لاغوس النيجيرية في المركز 136. وسجلت فانكوفر 98 نقطة من أصل 100 بفضل "البنى التحتية المهمة في كندا" في حين أن هراري حلت أخيرة مع 37 % بسبب "تدهور الأزمة في زيمبابوي"، وحلت فيينا ثانية أمام ملبورن وتورونتو وبيرث وكالغاري وهلسينكي وجنيف، كما جاءت سيدني وزيوريخ في المرتبة التاسعة بالتساوي. ومن بين المدن الأوروبية التي يحلو فيها العيش ستوكهولم وهامبورغ في المرتبة 14، وباريس في المرتبة 17، وفرانكفورت في المرتبة 19، وجاءت واشنطن في المرتبة 35، ولوس أنجلس في المرتبة 48، في حين أتت لندن في المرتبة 51 أمام روما (52) وموسكو (69) وبكين (76) وريو دي جانيرو وساو باولو وجوهانسبورغ (92) وبانكوك (100). وعلى صعيد آخر كشف تقرير إعلامي أسترالي أن الجزائر ستكون من بين أفضل الوجهات السياحية المفضلة خلال موسم السياحة الصيفية لهذا الموسم، وأكد أن مردّ ذلك عدم تسجيلها أي نوع من حالات أنفلونزا الخنازير، وقد أنجز هذا التقرير مركز أبحاث أسترالي متخصص في شؤون السياحة, وهو يعتبر الجزائر وجهة سياحية مطلوبة بسبب خلو الجزائر من وباء أنفلونزا الخنازير، وهذا عكس بعض الدول المجاورة. وبناء على التقديرات التي ذهبت إليها الدراسة الأسترالية فإن سواحل الجزائر ستشهد هذا الصيف تدفقا معتبرا للسائحين الأجانب، ولكنه استبعد في ذات السياق تراجع السياحة الصحراوية في بلادنا خلال هذه الفترة وهذا بسبب الحرارة المرتفعة التي تميز المدن الصحراوية.