ألمح زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري إلى أنه سيصبح رئيس الوزراء المقبل بعد فوز تحالفه في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي. وقال الحريري في مقابلة صحفية بمنزله في بيروت أول أمس إنه لن يتجنب تحمل المسؤولية هذه المرة. وأوضح الحريري أنه سيجري أولا مشاورات مع حلفائه في ائتلاف 14 آذار الذي حقق فوزا واضحا في انتخابات الأحد الماضي. وقال الحريري (39 عاما) إنهم عندما خاضوا الانتخابات خاضوها جبهة واحدة وحين يتخذون القرار يجب أن يتخذوه سويا. وأشار إلى أن الحكومة القادمة ستضم المعارضة، لكنه رفض التعليق على مطالب سابقة لحزب الله بالحصول على سلطة الاعتراض أو ثلث المقاعد زائد واحد في الحكومة، وقال إنه لا يريد التحدث عن ثلث معطل وإنه لا يريد إجراء مناقشات استباقية. وأقر الحريري بأنه لن يمكن على الأرجح التغلب على الانقسامات العميقة بشأن قضية نزع سلاح حزب الله قريبا، وقال إن هناك طاولة مفاوضات وإنهم يحاولون التحدث بشأن هذه القضية. وتابع "يمكن للمرء أن يتخذ موقفا استباقيا ويقول إنه يريد هذا وذلك، لكن هذا لن يحدث، وعلى المرء أن يكون واقعيا وعليه أن يطرح ما يريد على مائدة التفاوض ومناقشة الأمر بطريقة مسؤولة وبناءة وليس بطريقة مدمرة". وقال الحريري إنه يجب حل القضية من خلال الزعماء المتنافسين الذين يعقدون جلسات حوار وطني دورية برئاسة الرئيس ميشال سليمان لمحاولة الاتفاق على إستراتيجية دفاع وطني لحماية لبنان من إسرائيل. وخفف الحريري من لهجته ضد سوريا وطالب بيروت ودمشق بتعزيز العلاقات الدبلوماسية -التي أقيمت رسميا هذا العام فقط- وترسيم الحدود بين الجانبين، وقال إن تعزيز العلاقات في مصلحة البلدين. وقال إنه يتصور دورا أكبر للرئيس اللبناني ميشال سليمان بدءا بتشكيل الحكومة الجديدة، وإنه يعتقد أن بإمكان الرئيس الآن القيام بدور كبير في المستقبل إذا تحقق الاستقرار وإذا تم التركيز على مصلحة البلاد. وأكد الحريري أن لبنان بحاجة إلى فترة من الهدوء والاستقرار بعد أربع سنوات من الاضطرابات وحملة انتخابية ساخنة. وأضاف أن على الحكومة القادمة معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير فرص العمل وتقليل الدين العام وضمان إجراء إصلاحات لضمان الإفراج عن مليارات الدولارات التي وعد المجتمع الدولي بتقديمها لمساعدة لبنان. وسيجتمع البرلمان الجديد بعد 20 جوان الحالي لانتخاب رئيس له ومن ثم اختيار رئيس للوزراء الذي يجب أن يكون سنيا بموجب نظام تقاسم السلطة في لبنان. وأصبح رجل الأعمال الذي قاد الأغلبية البرلمانية في السنوات الأربع الماضية الزعيم السني الأبرز في لبنان بعد اغتيال والده رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق عام 2005. وكان بإمكانه تولي رئاسة الوزراء بعد فوز كتلته في انتخابات عام 2005، لكنه فضل نقل المهمة إلى فؤاد السنيورة.