أوضح أمس وزير التربية أبو بكر بن بوزيد أنه ليست هناك أية إجراءات استثنائية لتلاميذ البكالوريا في بريان ولا دورة ثانية للبكالوريا، لأنهم مثلما قال أكملوا مقرراتهم الدراسية قبل أن تندلع الأحداث الأخيرة، وأن الرياضة أصبحت مادة إجبارية للتلميذات في امتحان البكالوريا، ومن جهة أخرى كشف عن إصدار 53 مرسوما تطبيقيا للقانون التوجيهي الذي صودق عليه وأمضاه رئيس الجمهورية مؤخرا. وقال وزير التربية أبو بكر بن بوزيد في الندوة الوطنية التي أشرف عليها أمس بثانوية حسيبة بن بوعلي في القبة بالعاصمة، وعلى هامشها أنه ليست هناك دورة ثانية للبكالوريا، وليست هناك أية إجراءات خاصة بتلاميذ البكالوريا في بريان بولاية غرداية، لأن التلاميذ استكملوا مقرراتهم الدراسية قبل اندلاع الأحداث التي عاشتها المنطقة، وبالتالي هم ليسوا في حاجة إلى معاملتهم معاملة خاصة، وسيمتحنون مع باقي التلاميذ على المستوى الوطني. ومن داخل قاعة الندوة الوطنية التي حضرها مديرو التربية وإطارات الوزارة، قال الوزير بن بوزيد: أن 53 مرسوما تطبيقيا سوف تناقش مضامينها، وتعتمد في إطار القانون التوجيهي الذي صودق عليه ، ووقعه رئيس الجمهورية مؤخرا وبالمناسبة دعا وزير التربية الوطنية النقابات إلى مناقشة هذه المراسيم والإسهام فيها، معتبرا إياهم مثلما قال شركاء أساسيين. وأوضح بن بوزيد أن هذا القانون التوجيهي هو أول قانون يصدر في هذا الشأن منذ 1962 حتى الآن، وقد سبقته فقط أمرية 76 ، التي أصدرها الرئيس الراحل هواري بومدين ، وقد جاء وفق تعليمات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الخاصة بالإصلاح. وبرر الوزير صدور هذا القانون بالتحولات الكبرى التي شهدتها الجزائر منذ 1982 ، وهي المرحلة التي انتهت فيها مرحلة الأحادية والاقتصاد المسير، وظهر فيها المجتمع الديمقراطي . وقال الوزير في نفس السياق: الرفاهية الاقتصادية لا تبنى إلا بتنمية المعلومات ونوعية العلوم والتكنولوجيا، وعليه الآن لا ينجح إلا القوي في إطار التنافس والعولمة، وهذه الأخيرة مثلما أضاف تفرض علينا المرور من مرحلة إلى أخرى، الأمر الذي أجبر رئيس الجمهورية على إقرار الإصلاحات، حيث أعطى ملفها بعد أن عملت عليه اللجنة الوطنية للإصلاح مدة عام، إلى الحكومة التي خصصت لدراسته شهرا كاملا، ثم إلى مجلس الوزراء، الذي خصه هو الآخر ب 12 ساعة دراسة، وقد أصدر عقب ذلك خارطة طريق للقطاعات الثلاث: التربية، التعليم العالي، ثم التعليم والتكوين المهنيين. وفي هذا الإطار قال الوزير بن بوزيد: يجب أن تعرفوا أن التربية هي سياسة يشرف عليها الشخص الأول الذي يقود البلاد، ولذا فهي سياسة نابعة من المباديء المؤسسة للدولة الجزائرية المسجلة في بيان أول نو فمبر 54 والمواثيق المنجزة منذ الاستقلال، خاصة منها المدونة في الدستور الجزائري ، وهي مرتبطة بالأمور الجوهرية للهوية الوطنية مثل ارتباط المدرسة بكل ما له علاقة بالإسلام والعروبة والأمازيغية، وهذه الركائز هي ركائز كل تطور، وعليه مثلما أضاف الوزير يجب أن تلعب المدرسة دورها في تنمية الهوية والانتماء وحب الجزائر والدفاع عن الوحدة الوطنية والتراب الوطني، أي إثبات الشخصية الجزائرية وتوطيد وحدة الوطن. وواصل قائلا: الجزائر والمدرسة الجزائرية هي تلك المتمسكة بهويتها وثقافتها وحضارتها ، المتفتحة على الآخر، وطالما أن العولمة شيء إجباري ولا مفر منه، صار لزاما علينا إعطاء تربية نوعية والتحكم على الأقل في لغتين أجنبيتين ، ولم لا ثلاث لغات، ويجب التفتح على الثقافات الأخرى أيضا، والمدرسة الآن وأكثر من أي وقت آخر بتلقين المباديء الديمقراطية، من خلال التربية على المواطنة بالخلق الحسن والعيش في مجتمع واحد والمحافظة على التراث، وتقدير الآخر. وبعد أن أعاد الوزير كعادته التذكير بكثير من الأمور التي يرى من الأهمية بمكان التأكيد عليها، أوضح الوزير أنه من هنا إلى 4 أو 5 سنوات ستصل الوزارة إلى نسبة 75 % من النجاح في شهادة البكالوريا دون إنقاذ. وقال الوزير: أن الرياضة أصبحت مادة إجبارية،تمتحن فيها جميع التلميذات في امتحاني البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط ، بعد أن كانت نسبة 80 % منهن لا تمتحن فيها.