حمل الكاتب والناقد الدكتور عبد الحميد بورايو المهتم بالثقافة الشعبية الجزائرية، المسؤولين على قطاع التربية مسؤولية تدني نوعية الكتابة الأدبية باللغتين العربية والفرنسية في الآونة الأخيرة، وقال صاحب دراسة البطل الملحمي والبطلة الضحية في الأدب الشفوي الجزائري المؤلفة سنة 1998، إن الكتابات الأدبية الروائية المكتوبة باللغة الفرنسية التي تلت جيل الروائي رشيد ميموني ضعيفة ويشوب أغلبيتها "التسرع" و"الظرفية".. وبالتالي فهي بعيدة كل البعد عن المستوى المتميز لكتابات ميموني. وأرجع بورايو، خلال اليوم الثاني من الملتقى الوطني الخامس رشيد ميموني حول "الرواية الوطنية المكتوبة باللغة الفرنسية" الذي نظمته مديرية الثقافة هذه المرة ببودواو التي تعد مسقط رأسه، هذا التشخيص السلبي لواقع الكتابة الأدبية و الروائية الجزائرية الحالية إلى جملة من العوامل أهمها ظروف تحول المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة التي وصفوها ب "الصعبة و الغير ملائمة وغير المشجعة للإبداع على كل المستويات، إضافة إلى الاتساع الكمي للتعليم وإغفال التعليم النوعي، الأمر الذي أدى إلى ضعف المؤسسة التربوية بكل مستوياتها، وأثر سلبيا على نوعية التعليم الجيد الذي يسمح بإخراج مبدعين في كل المجالات وليس الأدبية فقط"• وطالب بورايو، وعدد من المثقفين الذين حضروا هذه التظاهرة الثقافية السنوية، بضرورة العمل على إيجاد الآليات الضرورية لخلق حركية ثقافية ذات مستوى جيد في أوساط المجتمع للإرتقاء بمستواه الثقافي والتربوي•. كخلق فضاءات علمية وثقافية لالتقاء والاحتكاك وتبادل المعارف والخبرات وتعميمها عبر التراب الوطني والعمل على تنظيم مثل هذه الملتقيات الأدبية والفكرية والعلمية، وغيرها بصفة منتظمة ودائمة وتوسيع مجالاتها وتدعيمها، مع تشديدهم على أهمية إعطاء الأولوية للعمل الثقافي على كل المستويات حتى يكون عملا يوميا ومستمرا•