أفادت مصادر عليمة ل"الفجر"، أن المصالح الأمنية بولاية الوادي تمكنت أمس من الإطاحة بإحدى خلايا إسناد تنظيم ما يعرف ب"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الناشطة على مستوى صحاري الشريط الحدودي المتاخم لدولة تونس الشقيقة وجبال أم الكماكم، بولاية تبسة، اللصيقة بالمنطقة المسماة الطالب العربي، 100 كلم شرق مقر ولاية الوادي• وأشارت مصادر "الفجر" إلى أن الشابين الموقوفين على صلة مباشرة بأمير المنطقة السادسة لتنظيم "القاعدة"، المسمى عبد الحفيظ مسعودي السوفي، الموجود بجبال تبسة، الذي يشرف بنفسه على عملية التنسيق مع خلايا الإسناد بمنطقة سوف باعتباره أحد سكانها الفارين من العدالة• وأوضحت المصادر ذاتها، أن العنصرين الموقوفين "د•ر" 30 سنة، و"د•س" 35 سنة، على مستوى صحراء بلدية الطالب العربي الحدودية، كانت مهمتهما تنحصر في تقديم المعلومات حول تحركات الأجهزة الأمنية على مستوى الشريط الحدودي والمنافذ المؤدية إلى صحراء الجنوب الشرقي الجزائري، بحيث عثر لديهم على أجهزة هواتف نقالة بها أرقام عدد من المبحوث عنهم والفارين من العدالة، لعل أبرزهم أمير المنطقة السادسة، الذي يكون على اتصال يومي مباشر مع هؤلاء العنصرين• وأفادت مصادرنا بأن قاضي التحقيق لدى محكمة الوادي استمع ظهر أمس الأربعاء إلى اعترافات هؤلاء العنصرين اللذين تربطهما صلة قرابة مع تنظيم القاعدة السابق المعروف باسم "دويم"، والذي عزل في الأشهر الماضية وحوّل إلى مهام أخرى داخلية للتنظيم المذكور• وقد فتحت المصالح الأمنية المختلفة بولاية الوادي تحقيقات معمقة مع عدد من المشتبه بهم بهذه الجهة، خصوصا وأن المصالح الأمنية تعتقد وجود صلة هؤلاء العنصرين بخلية إسناد بالشريط الحدودي، لاسيما وأنها جاءت عقب شهر فقط من تفكيك خلية الإسناد المكلفة بنقل الجماعات الإرهابية نحو صحاري المناطق المجاورة• وجاءت هذه التوقيفات لتؤكد فرضية عدم تمكن أمير "القاعدة" للمنطقة السادسة من تجنيد عناصر جديدة لتنظيمه نتيجة الطوق الأمني المفروض على المنطقة منذ أشهر، والذي مكّن الأجهزة الأمنية من إحكام قبضتها على جميع منافذ الولاية والإطاحة بعدة خلايا إسناد السنة الماضية، وصل عدد عناصرها إلى حدود 65 عنصرا من جماعات إسناد تنظيم القاعدة على مستوى المنطقة السادسة• من جهة أخرى، أفادت بعض المصادر العليمة المتابعة لملف التحقيق الأمني في هذه القضية ل"الفجر" بأن الجماعات الإرهابية تعيش أزمة حقيقية في تجنيد الشباب داخل صفوف تنظيمها، خصوصا بعد عودة العديد من التائبين الذين يكونون قد استجابوا للزعيم السابق للتنظيم حسن حطاب، وهو ما أدخلهم في دوامة، خصوصا مع تشديد الرقابة على تحركات عناصرها ونزيفها في عدد من مواقع المواجهات مع قوات الجيش الوطني الشعبي التي أثبتت نجاحها في الإطاحة برؤوس هذا التنظيم في جبال تبسة المجاورة•