ذكرت مصادر ل" الفجر" بولاية الوادي أن السلطات الأمنية تجري هذه الأيام تحقيقات موسعة للإطاحة بأكبر خلية لتزوير وثائق السيارات تابعة لشبكة الدعم والإسناد لما يعرف بتنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الناشطين على مستوى الجنوب الشرقي بالصحراء الجزائرية. يتمثل نشاط هذه الخلية على وجه التحديد في توفير النقل لعناصر التنظيم المكلفين بعمليات جمع المؤونة من جيوب الإسناد بمناطق الجنوب الشرقي، وتأتي هذه التحقيقات عقب الوصول إلى أولى خيوط هذه الخلية التي مكّنتهم منها اعترافات الشقيقين" ق. س 30 سنة" و ق. م 33 سنة " الموقوفين مؤخرا بولاية الطارف بتهمة الانتماء والانخراط في تنظيم إرهابي. وأوضحت مراجع"الفجر" أن توقيف الشقيقين اللذين تسلمتهما مصالح الأمن بالوادي التي كانت تلاحقهما وتترصدها إلى غاية ولاية الطارف بالتنسيق مع المصالح الأمنية فيها، أفضى حسب معلومات متطابقة إلى وجود عناصر أخرى لازالت هاربة تعمل معهم، منها عدة عناصر مكلفة بتزوير وثائق السيارات تمكن أحدها من الفرار بمجرد تحسسه لمطاردات الأمن له عقب علمه باعتقال الشقيقين الإرهابيين اللذين كشفا أمره لمصالح الأمن، سيما أن (ق.ع) مكلف بمهمة الإشراف على تزوير وثائق السيارات لصالح التنظيم الإرهابي. وتشير مصادر"الفجر" أن التحقيقات الموسعة التي باشرتها مصالح الأمن بولاية الوادي منذ شهر أكتوبر الماضي لتجفيف منابع خلايا الإسناد والدعم التي نشطت هذه السنة بولاية الوادي، قد مكنتها من وضع يدها على أكبر خلية مكلفة بالنقل والإيواء لهذا التنظيم بالوادي وما جاورها من ولايات ينشط فيها الإرهابيون وعناصر الدعم، خصوصا أن عملية تفكيك الخلية اللوجيستيكية تأتي بالتزامن مع إحكام قوات الأمن قبضتها على عصابات سرقة السيارات التي كثيرا ما يتم تزويرها من طرف هذه الخلية التي تقوم بمهمة نقل أفراد هذا التنظيم من مكان إلى آخر عبر تراب ولاية الوادي وعدد من مناطق الجنوب ونواحي تبسة وخنشلة. كما أن البعض يعتقد أن تفكيك شبكة سرقة السيارات الأسبوع الماضي بالوادي خاصة السيارات من نوع "الهليكس" التي انتشرت بكثرة بالمنطقة مؤخرا له صلة مع نشاط هذه الخلية الإرهابية، خصوصا وأن عدد السيارات المسروقة وصل إلى حدود 10 مركبات في ظرف ستة أشهر. وهذا النوع من السيارات معروف أنه يستعمل للتنقل بداخل الصحراء دون الدخول إلى الطرق المعبدة مما يعني أن نشاط هذه الخلية يمتد نشاطها ليشمل ولايات أخرى من الجنوب كورفلة وإليزي وتمنراست وحتى أدرار وهذا على مستوى أطراف الشريط الحدودي . وتؤكد مراجع "الفجر" أن عنصري الدعم والإسناد الشقيقين المذكورين مهمان للغاية ومبحوثا عنهما من طرف قوات الأمن بالوادي التي تترصدهما منذ نهاية أكتوبر الماضي، تاريخ الإطاحة بخلية الإسناد والدعم بحي البناء الذاتي بالوادي، حيث عثرت في أحد البيوت على مخبأ للأسلحة والذخيرة مكّن المصالح الأمنية من استرجاع قرابة 35 كيلوا غرام من مادة "التيانتي" شديدة الانفجار، وكذا قطع حربية لمدافع الهاون وحزام ناسف وذخيرة. وفيها تمّ القضاء على ستة عناصر لهذه الخلية منهم إمراة هي زوجة "ق.س" الموقوف نهاية الأسبوع الماضي بولاية الطارف، لكون هذين العنصرين الموقوفين مؤخرا كانا ضمن عناصر الشبكة الفارين منذ نهاية أكتوبر الماضي. غير أن التحقيقات المكثفة التي أجرتها المصالح الأمنية مع زوجته وكذا أفراد عائلته أبقتهم على اتصال مباشر مع العنصرين اللذين توجها قبل عيد الأضحى المبارك إلى ولاية الطارف. يومها أبلغت المصالح الامنية بالوادي مثيلتها في الطارف وأبلغتهم أن العنصرين الفارين من خلية الدعم والإسناد سوف يقوم أحدهما بزيارة زوجته التي تسكن بولاية الطارف، وتمّ إحكام خطة أمنية مشتركة نجحت في توقيفهما وإعادتهما إلى ولاية الوادي لاستكمال التحقيق .