أفادت مصادر مطلعة ل "النهار"، أن الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية الرقيبة بالوادي أوقفت، يوم أمس، راع يبلغ من العمر 43 سنة بصحراء بن قشة الحدودية على مقربة من ولاية تبسة المجاورة، تبين لاحقا صلته بتنظيم "القاعدة" نتيجة امتلاكه لهاتف نقال من "ثريا" يحمل أسماء وشيفرات عدد من الشباب 20 الموقوفين مؤخرا في خلايا الدعم والإسناد ببلديات الرقيبة وحاسي خليفة وبلدية الوادي. وحسب مصادر "النهار"، فإن الراعي المذكور الذي أوقف رفقة غنمه بالصحراء الشرقية لمنطقة بن قشة الحدودية والمنحدر من بلدية دوار الماء الحدودية، كان يجري اتصالات تنسيق بين عناصر "القاعدة" وخلايا الدعم والإسناد قصد ترصد تحركات قوات الأمن والكشف عن وضعية المسالك والمنافذ التي يتسلل من خلالها عناصر "القاعدة" للمنطقة قصد تأمين تنقلاتهم، وكان في كل مرة يمر فيها أفراد "القاعدة" نحو الجبال القريبة من المنطقة، سيما جبال أم الكماكم بولاية تبسة، يقوم الراعي بتمرير ماشيته فوق آثار أرجل عناصر "القاعدة" حتى يمحو جميع آثارهم في حال ملاحقتهم من قبل الجهات الأمنية أو بعض خلايا الحرس المدني المتموقعين على أطراف الشريط الشرقي بالمنطقة، والذي يعد المكان الأكثر توترا بالنسبة للقوات الأمنية نتيجة قربه من الصحاري الشاسعة من جهة، وقربه أيضا من جبال ولايتي تبسة وخنشلة المجاورتين من جهة ثانية. وقد تمكنت الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني من الإطاحة بهذا الراعي الذي لم تشك فيه القوات الأمنية يوما، نتيجة لباسه البالي ومظهره الدافع للشفقة والرحمة، فهو كثير التردد على الأشرطة الشرقية لصحراء المنطقة ولم تتفطن قوات الدرك لأمره إلا عقب دورية قامت بها يوما إلى المكان القريب من مرعى هذا الراعي، أين تفاجأت قوات الدرك بوجود ذبذبات غريبة عبر أجهزة الترصد المتنقلة التي كانت بحوزتهم. ولما تحرت في الأمر، تبين وجود اتصالات يقوم بها أحد الأشخاص مع بعض المشتبه فيهم نتيجة احتواء الذبذبات المرصودة على عبارات تحريضية، حينها تبادر إلى ذهن قائد الدورية أن الأمر يتعلق بوجود أحد عناصر "القاعدة" من مكان تواجده. وعقب إعلام الكتيبة الإقليمية التي أخذت التدابير الأمنية اللازمة، طلب من قائد الدورية القبض على أي شخص يجدونه في قطاع مراقبتهم، حينها لم تجد الدورية غير الراعي الذي قامت بتوقيفه وتفتيشه، ليتبين لاحقا أنه يملك هاتفا نقالا تحتوي شفراته على بعض المبحوث عنهم وبعض الشباب الموقوفين مؤخرا في خلايا دعم وإسناد "القاعدة"، وقد باشرت الكتيبة الإقليمية جملة من التحقيقات المراطونية قصد التعرّف على بعض العناصر الأخرى المندسة بالصحراء الشرقية وبعض القرى القريبة من مكان التوقيف.