طالبت، لويزة حنون، المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، بتقديم حصيلة إنجازاته كرئيس جمهورية للشعب احتراما لعهدته• ووعدت بإعادة فتح ملف المفقودين ومعالجته بطريقة صحيحة، لأن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في تقديرها لم يتطرق إلى جميع جوانب الأزمة وتداعياتها، بالإضافة إلى وضع دستور جديد وهو ما يعطي انطباعا أن حنون تريد إعادة سيناريو الانجازات التي قام بها الرئيس، لكن على طريقة دول أمريكا اللاتينية وليس الشمالية• وقالت حنون، أمس، بمناسبة تنشيطها ندوة صحفية بالمركز الدولي للصحافة أن تقديم عبد العزيز بوتفليقة كرئيس جمهورية لحصيلة نشاطه، هو من الأدبيات الديمقراطية التي يلتزم بها المنتخب تجاه منتخبيه، دون أن تكون المشاريع التي عجز عن تحقيقها حجر عثرة في الكشف عن ثمرة قيادته للبلاد خلال السنوات الخمس الماضية• وفي ردها على سؤال "الفجر"، بخصوص طبيعة الملفات السياسية الشائكة التي وعدت الجزائريين بإعادة فتحها في حالة فوزها بكرسي الجمهورية، قالت حنون "إن الأمر يتعلق بملف السلم وفي مقدمته ملف المفقودين، الذي لم ترد تدابير شاملة ودقيقة بشأنه في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" • ومن الأمثلة التي ساقتها المتحدثة، عدم التكفل الجيد ببعض الحالات ومنها مثلا النساء المغتصبات من طرف الجماعات الإرهابية، حيث لم تعالج حالتهن بالشكل الضروري الذي يكفل لهن الاستمرار في الحياة الكريمة• نفس المثال ينطبق على التجار والخواص الذين تعرضت ممتلكاتهم للنهب أو التدمير خلال العشرية السوداء، دون أن يقدم ميثاق السلم والمصالحة الشاملة الإجابات الشافية لتصحيح الآثار المترتبة عن الأزمة، بالإضافة إلى نقاط أخرى يتم التطرق إليها دون عقد أو طابوهات• كما تحدثت مرشحة حزب العمال مطولا عن مشروعها السياسي في حالة فوزها بكرسي رئاسة الجمهورية والمتمثل في إقامة مجلس تأسيسي سيد يرتكز على نظام برلماني يكرس السيادة الشعبية وهذا بعد تعديل الدستور عن طريق استفتاء شعبي، وهو ما يعطي الانطباع أن الأمينة العامة لحزب العمال تريد إعادة سيناريو الإنجازات التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أوت 2005 من خلال إصدار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ثم تعديل دستور 1996، لكن على طريقة دول أمريكا اللاتينية وبالتحديد فنزويلا، عكس ما قام به الرئيس الذي استنبط من النظام الرئاسي الأمريكي أفكارا لإدراجها في دستور نوفمبر 2008، خاصة فيما يخص الصلاحيات الكبيرة لرئيس الجمهورية واستحداث الوزارة الأولى• أما على الصعيد الحزبي، فقد ثمنت الحملة التحسيسية التي قامت بها على المستوى الوطني خلال عملية جمع التوقيعات، لأنها مكنتها من حصد المزيد من الانخراطات في صفوف الحزب، سيما وأن المدة التي استغرقها المناضلون مع كل مواطن قدرت ب 20 دقيقة• واعتبرت أن عمر الحملة الانتخابية المكفولة في قانون الانتخابات الحالي والمقدرة ب 19 يوما غير كافية بالنظر لشاسعة مساحة الجزائر وانعدام وسائل النقل بالجنوب الكبير، الأمر الذي يجعل تغطية جميع الولايات أمرا في غاية الصعوبة، علما أن هذه النقطة كانت من ضمن الانشغالات التي رفعتها الأمينة العامة للحزب إلى رئيس الجمهورية في الرسالة التي وجهتتها إليه• وعلى صعيد آخر، حذرت مرشحة الحزب من انضمام الجيش الشعبي الوطني الى الناتو، انطلاقا من التدخلات العسكرية التي قام بها في كل من أفغانستان ويوغوسلافيا واستعداد الكيان الصهيوني للاستعانة بالناتو لقمع الفلسطينيين• واعترفت حنون بوجود نقائص في الممارسة الديمقراطية بصفة عامة في الجزائر، دون أن يكون ذلك في نظرها سببا في مقاطعة الانتخابات، لأن المقاطعة النشيطة سوف لن تغير الواقع ما لم يتم التفاعل معه والمساهمة الفعلية في تحسينه من خلال إشراك المواطنين والشباب عن طرق الاقتراع•