احتفلت الجزائر بالذكرى المزدوجة، عيد العمال إحياء لذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وذكرى تأميم المحروقات التي مر اليوم 38 سنة على الخطاب الشهير الذي بشرنا يومها باسترجاع سيادتنا على النفط •• نفطنا الأحمر، وقد زار الرئيس بوتفليقة مدينة أرزيو، أحد أقطاب النفط في بلادنا، وهو ما يعني أن الجزائر مازالت على "دين" التأميمات، وما يعني أنه مازال للقطاع العام مكانة في أدبيات اقتصادنا، وما للمتشدقين بوجوب خوصصة مؤسسات القطاع العام إلا واهمون، حتى وإن فلتت من زمام الدولة مؤسسات في حجم الحجار الذي كان يمثل رمزا للدولة، وعلامة نجاح الثورة الصناعية على قلب عبد السلام بلعيد، ولست أدري إن كان هذا يتعارض مع سياسة اقتصاد السوق التي تكلم عنها الرئيس في خطاب ترشحه منذ أسبوعين والتي قال بشأنها أننا ماضون فيها، لكن الرسالة من هذا الاحتفال الذي وقعه الرئيس بحضوره في أرزيو، واضحة، وتعني أن سياسة التأميمات التي أكلمت استقلالنا في 71، مازالت تعني إنجازا كبيرا وعملا ثوريا لا يقل عن إطلاق أول رصاصة في الأوراس ليلة الإثنين من نوفمبر 54 بالنسبة للدولة الجزائرية وبالنسبة للمجتمع الواعي خصوصا• والرسالة كانت واضحة أيضا بالنسبة لمعارضي تنظيم سيدي السعيد، فرغم الاعتراف بالتعددية النقابية في المواثيق المنبثقة عن دستور فيفري 89، إلا أن تنظيم 56 مازال وكأنه وحده المعترف به في الساحة النقابية، بعد الكوارث التي خلفها تنظيم "السيت" للجبهة المحلة، في العصيان العام في جوان 91، ربما الدولة لا تريد إضعاف تنظيم هذا النقابي الجليل، حفاظا على تأثيره في الساحة نقابيا وسياسيا، خاصة في مثل هذه المواعيد، ربما لأن الاتحاد وحده قادر على كشف ألاعيب الاستثمار الأجنبي لما يأتي طبعا؟! ثم لماذا تعددية نقابية؟•• ولماذا خوصصة وأمريكا وأوروبا التي أصابتها عاصفة الأزمة المالية فسارعت رغم التنديدات لاستلهام الدروس من الاقتصاديات المراقبة للجم حرية آدام سميث التي مازالت تهدد أقوى دول العالم هذه الأيام، فمادامت حريتهم لم تفدهم فمنالنا نحن وما لها، وهو الخطاب الذي سيروق حتما للمترشحة اللبؤة•