لا يختلف واقع قاعات السينما في عاصمة الهضاب العليا، عن ما هو عليه الوضع في باقي الولاياتالجزائرية، حيث تفتقر ولاية سطيف إلى قاعات للسينما بعد أن غلّقت أبوابها وتحولت نشاطاتها إلى مجالات أخرى• عرفت بداية الثمانينيات، غلق العديد من قاعات السينما التي شهدت مع بداية غلق القاعات القليلة التي كانت موجودة بأكبر التجمعات السكانية، على غرار عاصمة الولاية، العلمة وعين الكبيرة. ومع مطلع التسعينيات وبداية الأزمة السياسية، تم غلق أربع قاعات للسينما بمدينة سطيف وواحدة في كل من العلمة وعين الكبيرة بعد قرار من مسؤولي الحزب المنحل، ليتم تحويلها بعد ذلك إلى مراكز تجارية وقاعات لعرض الكتب، واستغلت أخرى لاحتضان التجمعات الجماهيرية، فيما بقيت أخرى مغلقة ومهملة• قاعة "الكوليزي" في وسط المدينة، تم إغلاقها منذ الثمانينيات دون التفكير في إمكانية إعادة فتحها من جديد. فيما تعرضت قاعة "الفارييتي" إلى عمليات حرق وتخريب، وقاعة "ستار" التي تم تحويلها إلى مركز تجاري بقلب مدينة سطيف، أما قاعة "لابيسي" فلم يكن مصيرها أحسن حالا بعد أن أصبحت تحمل مكانا لتنظيم التجمعات الجماهيرية في قاعة أصبحت تحمل اسم العلامة "مالك بن نبي".. وهو ما لم يشفع لها للخروج من الحالة الكارثية التي لم تبق منها إلا الجدران وشبه كراسي، فيما استفاد أحد الخواص من استغلال البهو لعرض وبيع الكتب. من جهتها تحولت قاعة "السينما" بعين الكبيرة إلى قاعة للمحاضرات والتجمعات الجماهيرية تحت اسم قاعة المحاضرات"رابح بيطاط"• وحسب مصادر مطلعة من بلدية سطيف، فإنه سبق أن تم رصد 300 مليون سنتيم لترميم وفتح قاعتين للسينما بقلب مدينة سطيف، فيما تحفظت ذات المصادر عن كيفية استغلالها وتاريخ فتحها.. يحدث هذا في الوقت الذي تحضر فيه البلدية لاحتضان الطبعة الوطنية الثانية لمهرجان الفيلم الوثائقي الثوري• من جهة أخرى، اعتبر نورالدين بدوي والي الولاية في تصريح ل"الفجر" حول موضوع فتح قاعات السينما، أن ما يجب التحدث عنه هو فتح فرع لمؤسسة "سينيماتيك الجزائر" للنهوض بقطاع السينما بالولاية، مضيفا "أن الطلب قد سبق أن قدم للجهات الوصية منذ سنوات وكل الظروف مهيأة لاستقبال هذه المؤسسة على غرار توفير القاعة" إلا أن الواقع لا ينبئ باقتراب تجسيد هذا المشروع. من جهته أشار محمد زتيلي مدير الثقافة إلى أن هناك ترميمات ستعرفها دار الثقافة بالولاية ستنطلق مباشرة بعد الموعد الانتخابي القادم لاحتضان تجمعات الحملة الانتخابية، موضحا أنها ستكون من بين أهم دور العرض للإنتاج السينمائي والسمعي البصري، من خلال العمل على تزويدها بتكنولوجيا حديثة في هذا المجال. فيما تحفظ عن المتحدث ذاته عن تقديم أي معلومة فيما يخص قاعات السينما المغلقة، عدا الإشارة إلى وجود استراتيجية مستقبلية لتحسين القطاع•