كلمة "مأساوي".. هي أقل وصف يمكن إطلاقه على وضع قاعات السينما المنتشرة عبر تراب ولاية عنابة؛ فحسب عميد قاعات السينما السيد"مجاهد عبد المجيد" مسير قاعة سينما "الكرامة"؛ فإن من بين 11 قاعة شيدت منذ الاستقلال بقيت 5 منها وهي الكرامة، إيدوغ، إفريقيا، الحمرة، وسينيماتاك، تصارع من أجل البقاء رغم أن جنازتها شيعت منذ سنوات نتيجة الإهمال•• "مجاهد عبد المجيد" يؤكّد أن قاعات السينما في عنابة أصبحت جسدا بلا روح بعد أن تحولت معظم القاعات السينمائية إلى مقاهي أو قاعات يتوافد عليها الشواذ والمدمنون لأخذ قسط من المحذرات بعيدا عن الأنظار؛ كما أن طرق" الديفيدي"و"الأقراص المضغوطة المقلدة" إلى جانب الهوائيات المقعرة قد ساهمت بشكل فعال في قتل كل إبداع سينمائي؛ مما فسح المجال لبعض المسيرين لاستغلال قاعات السينما في عرض مباريات كرة القدم للفرق الأوربية، إضافة إلى عرض الأفلام الخليعة. في هذا السياق يقول السيد "مجاهد" إن هذه الطريقة هي حيلة الضعيف أمام مستحقات الكراء التي لابد من دفعها إلى مصالح البلدية إلى جانب دفع رواتب عمال قاعة السينما• ويرجع المتحدث حالة تدهور قاعات السينما إلى عدم تحمل السلطات مسؤولية تنظيمها.. فكيف يعقل أن تطالب مصلحة الضرائب من مسير قاعة سينما نشاطها منعدم دفع مستحقات تفوق قيمتها 7 ملايين دج، من جانب آخر فإن هذا الواقع المأساوي، قد بدأ منذ السبعينيات عندما قل الإنتاج السينمائي لتغيب ثقافة الدخول إلى هذه القاعات التي اختزلت في اثنتين.. قاعتي ال"وأنسي إيسي" و"الكاييك"؛ إلا أن شيئا لم يتغير بل زادت الأمور تدهورا وولّى الزمن الجميل لقاعات السينما التي كان يحرسها رجال الأمن والمطافئ عند دخول الجمهور لضمان الأمن والراحة للمتفرج.. ليبدأ زمن الرذيلة والممارسات اللاأخلاقية في هذه القاعات• ورغم ذلك لم ينفصل عمي "مجاهد" عن السينما التي يقول عنها إنها العائلة، فبين أحضانها تربى وترعرع وعاش أجمل أيام عمره ولازال يناضل من أجل تغيير واقعها المر الذي آلت إليه. وفي هذا السياق فقد تمت مراسلة والي الولاية ورئيس البلدية لمحاولة العمل معا لإيجاد مخرج من هذا الوضع المزري والمؤسف وإعطاء دفع جديد للثقافة التي تتواجد في حالة يرثى لها بهذه الولاية المعروفة بإرث ثقافي وحضاري وتاريخي ثري يمكنه بعث روح الإبداع من جديد•