في بداية الأمر كيف ترى انطلاقة المولودية في مرحلة العودة؟ أعتبر انطلاقتنا في مرحلة العودة مقبولة عموما، حيث لاحظت تحسن الفريق من أسبوع لآخر• ولا أعتبر أن فريقنا قد استأنف مرحلة العودة وإنما استهل موسما كرويا جديدا، لأنه ليس من المعقول أن يبقى فريق دون منافسة• وعليه فالبداية كانت موفقة على العموم• شاركتم في العلمة•• وتعادلكم أمام النصرية لم يهضمه الأنصار؟ خسارتنا في العلمة كانت بسبب هفوات على مستوى الدفاع، لكن ما أريد قوله في هذا الشأن أن كل الظروف التي عشناها في ملعب العلمة كانت ضدنا، حيث كنا عرضة لمضايقات واستفزازات، وكأننا خضنا حرب لا مباراة في كرة القدم• أما فيما يخص مباراتنا الأخيرة ضد النصرية، فيمكن القول أن مردود الفريق على العموم كان أحسن من المبارتين السابقتين، خاصة وأن اللاعبين استطاعوا تعديل النتيجة• وفيما يخص رد فع الأنصار الذين لم يتقبلوا تعثرنا ضد النصرية، فأتفهم موقفهم هذا، لكن عليهم أن يدركوا جيدا أننا عانينا من البرمجة العشوائية وبقائنا مدة أكثر من شهرين دون منافسة• بحكم التفاؤل الذي يحدوكم، هل بإمكان العميد لعب الأدوار الأولى في البطولة؟ أبدا•• فهذا غير معقول إطلاقا•• فكيف يمكنني منافسة وفاق سطيف على البطولة وأنا أملك فريقا كان يلعب من أجل البقاء في الأربعة مواسم الأخيرة• لقد قلت سابقا إنني أطمح لإنهاء الموسم في المركز الرابع واتفقت مع الرئيس عمروس حول الأهداف المسطرة• وأظن أنه في حالة بلوغ هذا الهدف نكون قد حققنا إنجازا كبيرا• وبما أننا ما زلنا في بداية مرحلة العودة فكل شيء يمكن تحقيقه، خاصة في حال عودة الاستقرار إلى بيت المولودية بعد الظروف الخاصة التي يعيشها• على ذكر الظروف الخاصة التي يمر بها العميد، فأين يضع المدرب آلان ميشال نفسه في الصراع الداخلي الذي نشب بين الرئيس عمروس وأعضاء مكتبه المسير؟ أنا لا أدخل في معادلة الصراع القائم بين الرئيس والمسيرين، لأنني وبكل صراحة ليست طرفا في الصراع ولا سببا في نشوبه، لذلك أفضل قدر المستطاع البقاء بعيدا عن هذه الخلافات الداخلية، كما أحاول أن أحافظ على استقرار التشكيلة وتركيز اللاعبين• ألم تفكر في الاستقالة من العارضة الفنية للمولودية بسبب هذه المشاكل؟ لو شعرت أنني غير مرتاح لحزمت أمتعتي وغادرت الفريق دون إثارة أي مشكل، لكن لحد الآن كل الأمور بالنسبة لي تسير على مايرام• ضف إلى ذلك أنني تعاقدت مع الفريق وليس مع شخص معين• وطبعا إذا أراد المسؤولون فسخ عقدي فسأرحل• تعاقب عدة مدربين أجانب على المولودية اتفقوا جميعا على أن المشكل الذي يعاني منه الفريق يكمن في المسيرين والصراع فيما بينهم• ما قولك؟ مشكلة المولودية هي أكثر من أن نحصرها في شخص• فالمشكل معقد أكثر• يجب في البداية تغيير الذهنيات والعمل على إرساء نوع من الديمقراطية في كرة القدم، وفتح الباب للحوار بين جميع الأطراف المتصارعة، فهناك أشخاص يريدون السيطرة ويبحثون عن الأضواء، وتهمهم المناصب أكثر من شيء آخر وهو ما جعل الفريق دائما ضحية صراعات وتضارب المصالح ويجب تسبيق الجانب التنظيمي على كل شيء• لقد كانت لي فرصة التقاء بعض الرؤساء الذين تعاقبوا على المولودية واستغربت أن كان كلامهم واحدا وهو "لم يتركوني أعمل، كنت ضحية مؤامرة"• إذن حسب اعتقادك المشاكل الإدارية تؤثر بشكل مباشر على نتائج الفريق؟ بالطبع، الفريق بحاجة إلى استقرار على جميع الأصعدة• ولاحظت أن اللاعبين أبدوا قلقهم للوضع الراهن الذي يعيشه الفريق جراء الخلافات الداخلية• الفريق شهد تدعيما في فترة المريكاتو، لكن مشاركة المستقدمين اقتصرت على الإيفواري جون مارك بينيي• فهل فشل الفريق في الاستقدامات؟ أغلبية اللاعبين المستقدمين في الميركاتو لم يكونوا جاهزين للمنافسة، لأنه من الصعب إيجاد لاعب جاهز في تلك الفترة، ولكن بدأ أغلبية اللاعبين يسترجعون مستواهم على غرار التونسي الأشخم وبن شريف وخنيش• وما كان يهمني أكثر هو الخط الأمامي الذي عرف تدعيما نوعيا والتحاق الإيفواري بينيي غطى النقص الذي كان يعاني منه الفريق، في انتظار فرصة بقية المستقدمين• وحسب اعتقادي فإن بينيي هي الصفقة الرابحة التي أبرمها الفريق هذا الموسم• اختياراتكم لم تلق القبول من بعض اللاعبين الذين احتجوا على وضعيتهم الاحتياطية• ما هو ردك؟ تحدثت مع اللاعبين في هذا الشأن، وأخبرتهم أن التنافس سيشتد من أجل المناصب الأساسية• وأختار دائما اللاعب الذي يكون أكثر استعدادا وجاهزية للمنافسة• ومن البديهي أن أحدث تغييرات على التشكيلة الأساسية، خاصة وأننا دخلنا مرحلة البرمجة المكثفة حيث يستدعي ذلك الاعتماد على أكثر من 11 لاعبا• وعندما توليت تدريب المولودية صرحت بأنني لست من المدربين الذين يعتمدون على تشكيلة أساسية واحدة• معروف عنك طريقتك في العمل، بأنك تركز على الجانب التكويني، واكتشاف المواهب، فهل قمت بشيء ذلك القبيل في المولودية؟ تحدث معي الرئيس عمروس في هذا الموضوع، حيث كشف لي عن رغبته في التعاقد معي على المدى الطويل، قصد التكفل بمشروع إنشاء مركز تكوين خاص بالمولودية، لكن هذا المشروع ليس من السهل إنجازه طالما أن الفريق لا يملك ملعبا خاصا به• كذلك فإن غياب الهياكل الرياضية والمنشآت يعيق العمل على التكوين• أما فيما يخص العمل الذي أقدمه مع الفريق فقد حاولت منح الفرصة قدر الإمكان للاعبين الشباب على غرار بديودة وعمرون وبلخير والشاب قابلا الذي أتنبأ له بمستقبل كبير؛ فالطاقات البشرية موجودة في المولودية، بل في الجزائر بصفة عامة، لكن هي بحاجة إلى رعاية وإمكانيات ومنشآت رياضية• هل سبق لك وأن زرت الجزائر من قبل؟ لم تتح لي الفرصة لزيارة الجزائر إلا بفضل تدريبي للمولودية• ولكن زرت البلدين الجارين تونس والمغرب، وأظن أن البلدان المغاربية لديها نفس الخصوصيات• كيف ترى مستوى البطولة الجزائرية، مقارنة ببطولتي تونس والمغرب اللتين تعرفهما جيدا؟ ليس هناك فرق كبير من حيث المستوى، وكانت لي الفرصة أن تابعت مواجهات جمعت أندية جزائرية بأخرى تونسية ومغربية، لكن ما أريد أن أقوله في هذا الشأن أن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر والإرهاب كانت سببا مباشرا في تراجع مستوى الكرة الجزائرية وفقدان بريقها• التحكيم كان محل اتهام، وقد تعرض عدة حكام للإقصاء• هل تعتقد أن التحكيم هو النقطة السوداء في البطولة الجزائرية؟ أنا ضد معاقبة الحكام واتهامهم بالخيانة أو الرشوة• أقول ذلك رغم أن المولودية كانت ضحية بعض الحكام في أحد اللقاءات• الحكم إنسان وقد يخطئ أحيانا ولا يجب إدانته وتقديمه كبش فداء دائما• واستغرب تصريحات روساء بعض النوادي الذين يحاولون أن يبرروا هزيمة فرقهم بانحياز الحكام ولا أحد يملك أدلة مقنعة• نعود إلى تجربتك التي خضتها في الخليج• هل ترى أن مستوى البطولة في الخليج أحسن من مستوى البطولة الجزائرية؟ لو أردنا أن نقارن بين النوادي الخليجية والجزائرية من حيث الإمكانيات فلا مجال للمقارنة، لأن الإمكانيات التي تملكها الأندية الخليجية قد تفتقر إليها نواد أوروبية محترفة• ورغم أن مستوى الكرة الخليجية في تحسن إلا أنني أفضل البطولة الجزائرية رغم الصور السوداء التي أصحبت تطغى عليها، وأقصد ظاهرة العنف وبداية ظهور العنصرية في بعض الملاعب• لماذ تفضل البطولة الجزائرية على العودة للعمل في الخليج؟ في الخليج قد أكسب المال أكثر، لكن لن تعيش الحماس والإثارة اللذين تعرفهما كرة القدم في الملاعب• فالأندية الخليجية تستأجر الأنصار من أجل حضور مباريات هامة، عكس ما هو عليه في الجزائر، لأن الجميع في هذا البلد يعشق هذه الرياضة، ما حفّزني أكثر على مواصلة عملي في الجزائر رغم العراقيل• دربت نادي بن ياس الإماراتي ورفضت استقدام بوفش، الأمر الذي جعل اللاعب يشك بأنك تتعمد إبعاده من التشكيلة الأساسية للمولودية• ما هو تعليقك؟ لم أهمش بوفش ورفضت استقدامه في نادي بن ياس لأنه تأخر في الالتحاق بالفريق، وكنت قد اتفقت مع بعض المهاجمين• وفي المولودية اعتمدت عليه أساسيا في بعض اللقاءات، وعندما تراجع مردوده منحت الفرصة لزملائه المهاجمين، وليس لي أي مشكل مع بوفش، حيث تحدثت معه على انفراد في هذا الموضوع وأقنعته• أصبحت لديك فكرة عن الكرة الجزائرية• هل ترى أن الظروف مهيأة لدخول الاحتراف؟ حسب اعتقادي فإن النموذج الفرنسي يتناسب تطبيقه على كرة القدم الجزائرية• وقبل الشروع في تبني سياسة الاحتراف يجب قبل كل شيء تغيير الذهنيات وعندما أقول النموذج الفرنسي أقصد الذي تم تطبيقه في الثمانينيات وأعطى نتائج ايجابية• فهو الذي يمكن تطبيقه في الجزائر• وإذا أراد المسؤولون على الكرة الجزائرية تطبيق الاحتراف عليهم احترام القواعد والقوانين ثم الشروع في توفير الإمكانيات من أجل تطبيق تلك القواعد، وإنشاء دفتر شروط خاص بالأندية المحترفة• كما يجب أن يكون هناك تضامن بين رؤساء النوادي• هل مارست كرة القدم قبل ولوجك عالم التدريب؟ كنت لاعب كرة قدم في نادي شاتو فالوا واعتزلت اللعب في سن متقدم (36 سنة) لأتوجه إلى عالم التدريب• كما درست في جامعة ليون• ألا تنوي أن تدعو عائلتك لزيارة الجزائر؟ يضحك•• زوجتي لم تتحصل على التأشيرة وابني الصحفي منشغل بالعمل• وأفكر جديا في أن أدعو عائلتي لزيارة الجزائر• ما هو الشيء الذي أثار انتباهك في الجزائر وأعجبت به؟ اكتشف تقاليد الجزائر وثقافة الجزائريين بفضل المولودية• وتعلقت كثيرا بأطباق المأكولات التي تتميز بها خاصة في شهر رمضان، ك"الشربة" و"البريك"• وبحكم المناخ وثقافة الجزائريين الذين يتقنون كثيرا اللغة الفرنسية، فأنا لا أشعر بأني غريب، عكس ما عشته في تجربتي بالخليج•