وتعود أسباب الحادث، حسب المعطيات الأولية التي قدمها نائب مدير المؤسسة المكلف بالاستقبال والإقامة "بايو رضا"، أمس ل "الفجر"، إلى شرارة كهربائية اندلعت بسبب قيام أحد المقيمين بشحن بطارية هاتفه النقال، غير أنه لم يستفق إلا عندما بدأت النيران تنتشر في الشاليه المصنوع من الخشب، وكانت الساعة تشير حينها إلى الواحدة والنصف ليلا، ليمتد بعدها اللهيب إلى الشاليهات الأخرى• وقد بلغ عدد الشاليهات التي أتت عليها النيران خمسة، تقدر طاقة استيعاب كل واحد منها 36 سريرا• وأوضح نفس المصدر أن عمال المركز فضلوا إعطاء أولوية الإنقاذ للمرضى عقليا، حيث يقيم بالمؤسسة العمومية للإسعاف الاجتماعي 37 مختلا عقليا خصص الشاليه رقم"3" لإيوائهم• وفي ذات الوقت، انتشرت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة ولم تخمد إلا في حدود السابعة صباحا بعد قدوم فرق الحماية المدنية، كما شكل وجود قارورات للغاز تهديدا آخر كاد أن يؤدي إلى كارثة أخرى• للإشارة، يمتلك عدد من المقيمين قارورات غاز يستعملونها للطهي والتدفئة• وأشار المتحدث إلى أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا للكشف عن الأسباب الحقيقية للحادث، وقد تكفل وكيل الجمهورية لمحكمة بئر مراد رايس بالقضية، فيما قررت السلطات المحلية، ممثلة في الوالي المنتدب للشراقة، نقل المقيمين الآخرين إلى مراكز اجتماعية منها دار العجزة المجاورة للمؤسسة العمومية للإسعاف الاجتماعي ودار العجزة بسيدي موسى ومركز آخر بالزغارة بأعالي العاصمة وسيدي موسى، فيما بقيت ثماني عائلات تقيم في نفس المؤسسة في غياب مركز خاص لإيوائها• وكانت المؤسسة العمومية للإسعاف الاجتماعي تأوي 47 رجلا أغلبهم دون مأوى و37 مختلا عقليا، بالإضافة إلى 46 امرأة و39 طفلا• وقد لاحظنا أمس لدى وقوفنا عند مدخل المركز التابع لمديرية النشاط الإجتماعي لولاية الجزائر وجود شرائح "خاصة " من المجتمع الجزائري قذف بها هناك لأسباب مختلفة حتى يكون لها ذلك المكان "أرحم" من الشارع ولو بنسبة ضعيفة، ولم تخصص المؤسسة لفئة معينة على غرار دار العجزة المجاورة لها التي خصصت للمسنين ولكنها تأوي نساء وشابات ومرضى عقليا وهو الحال لكثير من المراكز الاجتماعية في الجزائر• من جهته، قال وزير التضامن الوطني "جمال ولد عباس" أنه أعطى تعليمات لمدراء المراكز الاجتماعية من أجل استقبال كل المقيمين الذين كانوا بالمؤسسة العمومية للإسعاف الاجتماعي، وأضاف في اتصال مع "الفجر" أن وزارته غير مسؤولة عن المركز ولكنه من واجبها التكفل بالمقيمين به من خلال إيوائهم في مراكز أخرى، منها دار العجزة بدالي إبراهيم وسيدي موسى•