دعا المشاركون، في الأيام الدراسية حول شخصية الإعلامي والفنان المجاهد محمد بوزيدي، إلى ضرورة الإسراع في إعادة طبع وتنقيح ديوانه "صوت الجزائر" وإدراج قصائده الوطنية في برامج المنظومة التربوية لإيصال السلف بالخلف وإذكاء الروح الوطنية للأجيال الصاعدة• الأيام الدراسية التي بادرت بتنظيمها جمعية سيدي بوزيد للثقافة والتراث حول شخصية المجاهد والشاعر محمد بوزيدي بدار الثقافة عبد الله بن كريو، دعت في ختام أشغالها المنظمين على العمل من أجل مواصلة حماية الذاكرة التاريخية والوطنية من خلال تنظيم أيام دراسية مماثلة للشخصيات التي كان لها دور فعال في التاريخ الفكري والثقافي الوطني، وكذا الدعوة إلى إعادة بث إنتاج المرحوم بوزيدي الفني والثقافي في حصص إذاعية وتلفزيونية• وقد تميزت هذه التظاهرة التي عرفت حضور الكاتب الطاهر بن عائشة والإعلامي عبد القادر نور، المدير العام السابق للإذاعة والتلفزيون الجزائري والذي عاصر المسيرة الحافلة للصوت الجهوري بالإذاعة السرية محمد بوزيدي، حيث أكد هذا الأخير في تدخله حول شخصية المجاهد أنه من العلامات البارزة في هذا الوطن التي تركت أثرها في الجهاد وفي العملين الصحفي والفني، كما نعته بفارس القوافي والإعلامي الحصيف• أما الكاتب الطاهر بن عائشة فقد أشار بان محمد بوزيدي شخصية متكاملة جمعت بين غزارة المعرفة ومتعة الإلقاء التي ظهرت جليا خلال عمله في الإذاعة السرية بتونس• وخلال هذه الأيام الدراسية التي حضرها أساتذة وباحثون وطلبة عرضت أشرطة للمرحوم بوزيدي من أرشيف التلفزيون الجزائري وأعمال صورت أربعة أيام قبل وفاته إثر مرض عضال في 10 أوت 1994، أبرزت الكثير عن مسيرته الحافلة بالنشاطات التي بدأها في برنامج الأطفال الإذاعي "جنة الأطفال" وعمره لا يتجاوز 13 سنة، ليلتحق بالثورة ويختار النضال الفني في فرقة مصطفى كاتب والإذاعة السرية وصوت الجزائر من تونس، ليستمر عطاءه الفني بعد الاستقلال في الإذاعة والتلفزيون ويتقمص دور "سي النوري" في مسلسل السحار الذي كتب نصه وأشرف على إخراجه المخرج مصطفى بديع• وقد كرم البوزيدي سنة 1987 من طرف الرئيس الشاذلي بن جديد، وفي سنة 1992 منح وسام العشير من طرف الرئيس المرحوم محمد بوضياف، سنتين فقط قبل وفاته في أوت 1994، ليصدر له سنة 1997 ديوان بعنوان "صوت الجزائر" ضم معظم ما أنتج من شعر نضالي•