كشف وزير التربية أبو بكر بن بوزيد للشروق اليومي أن التوصيات التي سيخرج بها المشاركون في أشغال الندوة الدولية حول التربية المدنية في النظام التربوي، سيؤخذ بها في إعادة صياغة البرامج والمناهج التربوية ابتداء من الموسم الدراسي القادم، وعلى هامش الجلسة الإفتتاحية صباح أمس بفندق الأوراسي، وفي رده على سؤال للشروق حول احتمال أن تتحول التوصيات التي ستصدر غدا من طرف الخبراء المشاركين إلى إجراءات استعجالية تطبق في المدارس الجزائرية. على غرار ما حدث مؤخرا عندما أصبح أداء النشيد ورفع العلم الوطني إجباريا يوميا في كل المدارس الجزائرية، استبعد الوزير ذلك وقال أن التوصيات سيُؤخذ بها بعين الإعتبار من طرف اللجنة الوطنية للمناهج التربوية في إعداد البرامج التربوية للموسم الدراسي القادم، حيث قال أن أعضاء هذه اللجنة حاضرون في أشغال هذا الملتقى وسيأخذون التوصيات التي تصدر عنه بعين الإعتبار. ويأتي تنظيم هذا اللقاء الدولي استجابة لطلب الرئيس بوتفليقة الذي رفعه خلال خطاب ألقاه بقصر الأمم في بداية شهر ديسمبر 2006، انتقد فيه غياب الروح الوطنية لدى الجيل الجديد من الجزائريين، حيث أمر في ذلك الوقت من وزارة التربية أن تأخذ بالخبرات العربية والأجنبية في هذا المجال لتدارك ما يمكن تداركه مع الجيل الجديد، وهو ما سيركز عليه المشاركون في هذا الملتقى الدولي، وفي هذا الإطار قال الوزير أبو بكر بن بوزيد في كلمته الإفتتاحية أن المنظومة التربوية مطالبة بأن تمنح المتعلمين أصول المواطنة وتغذيهم بالقيم الإجتماعية السامية حتى يتمكنوا من ممارسة مسؤولياتهم في المستقبل، وأضاف أن تكوين الحس المدني لدى التلاميذ في أرقى مستوياته يجب أن تتكفل به برامج التربية المدنية أساسا، وأكد أن هذا البعد تم إدراجه في كافة البرامج الجديدة الموضوعة في إطار مسعى إصلاح المنظومة التربوية، مضيفا أن التربية المدنية هي القناة الأساسية لتعزيز البعد المدني في شخصية التلاميذ. ومن جهة أخرى، فإن الوزير بن بوزيد أصر في مداخلته على التأكيد أن هناك عدة أطراف تتحمل مسؤولية غرس روح المواطنة والوطنية في الجيل الجديد من الجزائريين، وقال إن ذلك لا يقتصر فقط على المدرسة، بل إن المسؤولية تمتد للأسرة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام وكذا المؤسسات الدينية والثقافية وعلى رأسها المسجد، الذين توكل لهم جميعا مهمة تنشئة الشباب على المواطنة وبث العقيدة الصحيحة بينهم ونشر روح التلاحم والتكافل بين أفراد المجتمع، معتبرا تكريس المواطنة بكل أبعادها في المنظومة التربوية "ضرورة قصوى" تمليها تقلبات العولمة وسيطرة القطب الثقافي الأحادي. ومن جهته، فإن المدير العام للتربية والثقافة والإعلام منجي بوسنينة في كلمته خلال جلسة الإفتتاح، قال إن النداء الذي توجه به الرئيس بوتفليقة من أجل تعزيز الشعور بالإنتماء للوطن انطلق من واقع لاحظه الجميع في الجزائر وفي كل الدول العربية الأخرى، حيث أصبحت الثقافة العربية الإسلامية مهددة بالذوبان بسبب شبح العولمة، وهذا ما يجعل التربية المدنية مدخلا ممتازا لتجذير التلميذ والطالب في بيئته المحلية وبيئته العربية الإسلامية. نسيم لكحل:[email protected]