دعا وزير الإتصال السيد عبد الرشيد بوكرزازة أمس المجاهدين إلى المساهمة في ورشة التفكير المفتوحة على مستوى الوزارة من اجل إنشاء قناة ثقافية تعنى بقضايا التاريخ والذاكرة الوطنية، معلنا من جانب آخر عن مشروع تجري بلورته حاليا لإدراج حلقات يومية قصيرة تدوم بين 2 و3 دقائق وتستمر على مدار أيام السنة، لتبرز حدثا تاريخيا يصادف زمن وقوعها يوم عرضها. وجاء الإعلان عن هذه المشاريع الجاري تجسيدها من قبل وزارة الإتصال في سياق رد الوزير على الانشغالات التي عبر عنها السيد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، في لقاء جمع أمس أعضاء الأمانة العامة لهذه المنظمة بوزير الإتصال وبحضور ممثلي الصحافة الوطنية، وتناول دور وسائل الإعلام في دعم وصون الذاكرة الوطنية وكتابة تاريخ الثورة التحريرية ونقله بأمانة ووفاء للأجيال. وقد لاحظ السيد عبادو في مداخلته الافتتاحية للاجتماع الذي احتضنه مقر المنظمة الوطنية للمجاهدين بالعاصمة، "تواضع اهتمام وسائل الإعلام العمومية بتغطية النشاطات والتظاهرات التي تحيي أعياد الثورة المجيدة"، مقترحا في هذا الإطار إدراج برامج تاريخية تبرز هذه النشاطات، وإيجاد صيغة لاستغلال ما تقدمه المنظمة عبر وسائطها الإعلامية الخاصة، والاهتمام بالفعاليات المخلدة لرموز الثورة، مع فتح المجال أمام المجاهدين للإدلاء بشهاداتهم. كما شملت الاقتراحات التي قدمها السيد عبادو، إنشاء قناة ثقافية تشكل فيها مقومات الهوية الوطنية مادتها الأساسية، مؤكدا بأن "المهم في كتابة التاريخ ليس إبراز بطولات المجاهدين، وإنما زرع الروح والفكر الوطني في نفوس الأجيال الصاعدة". واعترف السيد بوكرزازة بالأهمية البالغة التي تكتسيها اقتراحات الأمين العام لمنظمة المجاهدين على اعتبار أن أنبل مهام منوطة بوسائل الإعلام الوطنية اليوم وفي ظل الحملات المتكررة التي تتعرض لها الثورة الجزائرية، هي التبليغ عن هذه الثورة والانخراط في المسعى الوطني الشريف للرد على الهجمات المغرضة. وأشار الوزير في السياق إلى أن العمل التربوي والثقافي والاتصالي الذي يعني كل مؤسسات الدولة، لا زال بعيدا عن مستوى التضحيات الجسام التي دفعها أبطال الثورة التحريرية الخالدة وصانعيها، غير أنه أوعز تواضع مستوى التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام العمومية إلى أسباب موضوعية مرتبطة بدفتر الأعباء الذي يقيد عمل هذه الوسائل على غرار التلفزيون الجزائري الذي يعد قناة عامة تقدم برامج متنوعة محددة في الزمان، "وبالتالي لا يمكن لقناة واحدة، نقل كل الأحداث التاريخية والنشاطات التي تنظم على مستوى مختلف ولايات الوطن" وهو ما يدفع حسب الوزير إلى التفكير في إنشاء وسائل أخرى لإيصال رسالة التاريخ. وبالمناسبة ذكر ممثل الحكومة بالمشاريع التي يعمل القطاع على تجسيدها في الوقت الحالي، والتي تشمل إنشاء قنوات تلفزيونية موضوعاتية، من بينها قناة ثقافية، مع ترقية المحطات الجهوية الخمس (الجزائر، ورقلة، بشار، قسنطينة ووهران) إلى قنوات وطنية، وكذا تفعيل أداء ال39 محطة إذاعية جوارية وفتحها على مختلف فعاليات المجتمع. ودعا السيد بوكرزازة المجاهدين إلى الإسهام في الورشة المفتوحة بخصوص مشروع القناة الثقافية التي يجري بلورة فلسفتها وأهدافها، موضحا انه حتى وإن كانت تسمية القناة ب" الثقافية" إلا أنها ذات بعد تاريخي بالدرجة الأولى. ومن ضمن المشاريع الجاري العمل على تجسيدها بإشراك المنتجين والمخرجين أشار الوزير إلى حلقات تاريخية تبث لمدة زمنية قصيرة تتراوح بين دقيقتين و3 دقائق على مدار أيام السنة، وتبرز يوميا حدثا من الأحداث التاريخية الوطنية، وذلك في شاكلة الحلقات التي تبث على بعض القنوات العربية والمعروفة بعنوان "حدث في مثل هذا اليوم". وفي الأخير دعا الوزير الصحفيين إلى المزيد من الاهتمام بالتاريخ والإسهام في مساعي توصيله إلى الأجيال وكتابته، كتابة بأمانة وموضوعية، مع اجتناب تقمص شخصية المؤرخ.