اعتبرت، أمس، الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، تشكيل اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات مؤشرا على عدم خروج الجزائر من أزمتها بصفة نهائية، وعدم توفر المناخ الملائم للممارسة الديمقراطية، وأن اللجنة لا تعبر بشكل من الأشكال عن ضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية المقبلة• وأضافت لويزة حنون، في الندوة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العمال، المنعقد بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، أن العملية الإرهابية الأخيرة التي عرفتها منطقة تادمايت بتيزي وزو جعلت الجميع يعترف، ولو بنسبة ضئيلة، باستمرارالأزمة الأمنية في البلاد• وقالت إن حزب العمال يتطلع الى أن يكون حضور هذه اللجنة للمرة الأخيرة من أجل بداية سياسة تنموية تؤسس للديمقراطية الحقيقية• وأوضحت حنون أن تركيبة اللجنة مناقضة لأهدافها وعملها جراء وجود ممثلين عن الأحزاب المقاطعة التي لها الحق في التصويت وإبداء رأيها في القرارات التي تتخذها اللجنة، وهو ما يدعو للغرابة، حيث قالت "غريب أمر تركيبة اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات أن تتضمن تعيين ممثلين عن المقاطعين، ولسنا هنا في صراع مع أحد، ولكن نطالب بتوضيحات لصد الانحرافات"، مبرزة أن هذه الممارسات تجعل المواطن يزداد عزوفا عن الذهاب لصناديق الاقتراع وممارسة حقه الانتخابي"، "لذا - قالت - " الأولوية في اتخاذ القرارات داخل هذه اللجنة لممثلي المرشحين للرئاسيات"• وتخوفت الأمينة العامة لحزب العمال من التزوير الذي قد يمس نتائج الانتخابات الرئاسية أثناء نقل الصناديق من المكاتب البلدية نحو المكاتب الولائية، وهي الحلقة التي اعتبرتها المتحدثة هامة في تحديد النتائج، وذلك بعد أن طالبت بتعليمة من وزارة الداخلية تسمح بحضور ممثلين عن المرشحين في هذه المكاتب، رغم التطمينات والضمانات التي قدمها يزيد زرهوني، قائلة "رغم وجود تعليمة بخصوص تعيين ممثلين عن المرشحين في المكاتب الولائية، إلا أنه تعترضنا الإدارة من حين لآخر، فما بالك بعدم وجود تعليمة• إن حزب العمال يشكك في النزاهة خلال عملية نقل الصناديق"• وجددت المرأة، المرشحة الوحيدة للرئاسيات، تمسك حزبها برفض حضور الملاحظين الدوليين خلال الرئاسيات المقبلة، واعتبرته مساسا بالسيادة الوطنية ولا يضمن شفافية ولا نزاهة لعدة اعتبارات، قائلة في هذا الموضوع "نتمنى أن تكون آخر مرة يتم دعوة هؤلاء المراقبين، لأن حضورهم لم يصبح ضروريا بعددهم ومستوياتهم، مع احترامنا لهم، بل بالعكس أصبح مسخرة"• وأشارت مرشحة حزب العمال إلى الممارسات غير العادلة للأحزاب التي تدعم المرشح المستقل، عبد العزيز بوتفليقة، لوجود أكثر من ممثل له في عدة مؤسسات، مضيفة أنه يجب التأكد من القرارات المتخذة في المدة الأخيرة من طرف رئيس الجمهورية لصالح عدة فئات، في إشارة للشكوك التي تراود عن استعمالها كورقة انتخابية، وأن حزب العمال يريد مسح ديون الفلاحين الصغار وليس المافيا التي قضت على القطاع الفلاحي، معتبرة في سياق حديثها عن تلك القرارات "رفع منحة الطلبة الجامعيين بنسبة 50 بالمائة قرارا يدعو إلى الدهشة"• وتبرأت لويزة حنون مما حدث خلال احتفالات أول أمس الخاصة باليوم العالمي للمرأة، واعتبرته نتاج الحلول الترقيعية التي حولت نضال المرأة من البحث عن الحقوق لحياة أفضل إلى نضال من أجل الكوطات، قائلة "بدلا من الحديث عن مراسيم تضمن الحقوق الأساسية للمرأة وفتح الباب لإعادة دراسة قانون الأسرة، الذي أصبح قانون الأحوال الشخصية، حدث ما نأسف له من سلوكات، وتحول الحديث عن الصدقات باعتماد نظام الكوطات"•