أشارت دراسة أكاديمية نشرت حديثا إلى أن الجزائر تأتي في المرتبة الثانية عربيا وإفريقيا من حيث تعرضها للتآمر الإسرائيلي، ودوره في تأجيج الصراعات في الجزائر وإذكاء نار الفتنة، خصوصا في منطقة القبائل، إلى جانب دورها الخفي في مشروع الإتحاد المتوسطي وما واكبه من مواقف متحفظة• وخلصت الدراسة التي أصدرها مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، التي أنجزها حسين حمودة، أستاذ باحث بأحد الأقسام الرئيسية، إلى أن الدور الإسرائيلي في تأجيج الصراعات والفتن بين العرب والقبائل في الجزائر بلغ ذروته في العقد الأخير، أين تمكنت السلطات الأمنية الجزائرية من القبض على متهمين إثنين بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، إسبانيا والمغرب بولاية تيزي وزو• وأشارت الدراسة إلى أن الجاسوسين كانا بصدد جمع معلومات سياسية واقتصادية لصالح إسرائيل والمغرب وإسبانيا، حيث تركز عمل الجواسيس الإسرائيليين على منطقة القبائل• وأشارت الدراسة إلى خطورة الدور الإسرائيلي في تأجيج الصراعات في القارة الإفريقية، وكذلك خطورة الآثار المستقبلية لعلاقات الدول الإفريقية مع إسرائيل، خاصة العربية منها، حيث برز الدور الإسرائيلي في القارة الإفريقية بصورة واضحة وجلية في السودان، خصوصا الصراع في منطقة دارفور، بعد أن فتحت حركة تحرير السودان الانفصالية مكتبا لها في إسرائيل في أوائل شهر مارس 2008• وتطرقت الدراسة إلى ملف الاتحاد من أجل المتوسط وموقف الدول الإفريقية المطلة على المتوسط من تواجد إسرائيل ضمن الاتحاد، حيث يقول الباحث بخصوص هذا الملف أن فرنسا هي العراب الرئيسي للمشروع من أجل إدخاله حيز التنفيذ، ومن بين أهدافه خلق تكتل إقليمي يصبح من خلاله صهر إسرائيل في الدول العربية أمرا ممكنا، وذلك داخل وعاء أو غطاء المصالح السياسية الاقتصادية، وهو ما يثير شبهة التطبيع مع إسرائيل بالنسبة للدول العربية من قارة إفريقيا• وأشار الباحث كذلك إلى القمة المصغرة في طرابلس حول الإتحاد من أجل المتوسط، عرفت انقساما في مواقف الدول الإفريقية المعنية به، بين معارض، منها الموقف الليبي الواضح تجاه المشروع الذي وصفه الزعيم الليبي معمر القذافي بالاستثنائي العابر، ومصيره الفشل كمسار برشلونة، إضافة إلى المواقف المتحفظة لكل من الجزائر، تونس وموريتانيا، وأخرى مؤيدة وهي مصر والمغرب، رغم غياب الرئيس مبارك والملك محمد السادس عن القمة المصغرة للدول الإفريقية المطلة على المتوسط، التي عقدت بطرابلس في 10 جوان 2008، أعطى الانطباع حسب نفس الدراسة بوجود انقسام وسط الدول العربية الإفريقية المطلة على المتوسط• من جهة أخرى، أصدر أول أمس ما يسمى بطاقم مكافحة الإرهاب التابع لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بيانا تناقلته مختلف المحطات والمواقع الإخبارية، دعا فيه الرعايا الإسرائيليين إلى الامتناع عن السفر إلى عدة دول أخرى عربية وإسلامية، منها الجزائر، مشيرا إلى وجود مخططات لحزب الله لاختطاف إسرائيليين وضرب الأماكن التي يتواجدون بها إسرائيليون في عديد من الدول، كما حذر رعاياه من السفر إلى سيناء المصرية وعدم كشف هويتهم، خصوصا في تركيا، كولومبيا وأوزباكستان•