وفي حوار أجرته "الفجر" مع رئيس جمعية الوفاء لذوي الاحتياجات الخاصة، سمير مسيس، أكد أن الإحصائيات المقدمة من طرف وزارة التضامن 20 ألف معاق على المستوى الوطني، بعيدة كل البعد عن الصحة، واعتبر أن النسبة يمكن أن تصل إلى الضعف، خاصة أنه اعتبر أن الديوان الوطني للإحصاء في أفريل 2008 لم يدرج سؤالا متعلقا بتعداد المعاقين كما هو معهود، لذلك فالنسبة لا تعكس الواقع، خاصة أن بعض العائلات تستحي من أبنائها المعاقين وتتكتم عنهم، خاصة فيما يتعلق بالإعاقات الذهنية والمصابين بالثلاثية الصبغية 21، حيث تعمد الكثير من العائلات إلى حرمانهم من الاتصال الخارجي وعزلهم في غرف، وحبسهم في المنزل دون استفادتهم من أبسط حقوقهم، إذ أثبت الواقع أن بعض الآباء يتبرؤون من أطفالهم المعوقين، أويطلقون زوجاتهن للسبب ذاته• هذا إلى جانب شريحة الأطفال المعاقين خارج الزواج الشرعي، إذ تقارب النسبة 6 آلاف معوقا• يتركون مقاعد الدراسة بسبب التهميش.. والفتيات الأكثر حرمانا وفي سؤال ل"الفجر" عن المعاقين المستفيدين من التعليم، أكد المتحدث أن أغلب المعاقين يواجهون مشاكل عدة في الاستفادة من من حقهم المشروع والمتمثل في التمدرس، فالمدراء عادة لا يقبلون معاقين بمؤسساتهم ويوجهونهم إلى مؤسسات متخصصة تكون في أغلب الأحيان بعيدة عن المنزل، ما يؤدي إلى التخلي عن الفكرة. كما يواجهون مشاكل في التنقل لاسيما المكفوفين وذوي الإعاقات الحركية في فصل الشتاء، إذ أن أغلب المعاقين حركيا يتركون مقاعد الدراسة لعدم مقدرتهم على صعود السلالم• ورغم أن الجمعيات النشطة تقدم تكوينات للأشخاص المعنيين، لكن الشهادات المحصل عليها لا ترتقي لضمان لقمة العيش• لم تسلم شريحة المعوقات من إعاقة التأنيث في الجزائر لاسيما المناطق الريفية لتضاف لهن الإعاقات الجسدية و الذهنية. فعن واقع الفتيات المعوقات، أكد مسيس أنهن يعشن في حالة أقل ما يمنكن أن يقال عنها أنها بائسة، وسط الاعتقادات البالية التي مازالت مغروسة في المجتمع• لذلك يجب التوجه و تحويل النظر إلى هذه الفئة من خلال تكثيف النشاطات والمجهودات التي تبذلها الجمعيات إزاء هذه الشريحة، من خلال التكوينات والتربصات قصد محاولة إدماجهن في المجتمع وتحسيسهن بمدى فعاليتهن في المجتمع •