نظمت، أول أمس، جمعية ''الوفاء'' لذوي الاحتياجات الخاصة وكعادتها، عملية التبرع بالدم، وذلك ببلدية الكاليتوس التي شهدت إقبالا كبيرا للمواطنين للتبرع بدمهم، لاسيما وأن العملية تزامنت مع يوم عاشوراء، ولكنه للأسف لم تأت شاحنات التبرع بالدم، بحكم أنها توجهت للبريد المركزي لجمع الدم لأهل غزة، والمندرجة في إطار العملية المنظمة من قبل وزارة الصحة. وبهذه المناسبة نظم حفل نشطه أشخاص معاقون تخلله تقديم قصائد شعرية وأناشيد وطنية وسكاتشات هزلية بحضور بعض الفنانين والرياضيين وكذا نائب رئيس بلدية برج الكيفان. أكد السيد سمير مسيس، رئيس جمعية ''الوفاء'' لذوي الاحتياجات الخاصة في تصريح ليومية ''الشعب'' على أن العملية تندرج في إطار برنامج عمل الجمعية، وأنه كلما حلت مناسبة عاشوراء تنظم عملية التبرع بالدم، وهذه المرة لفائدة مرضى فقر الدم، مضيفا بأن جمعية ''الوفاء'' مواظبة على القيام بمثل هذه العملية. وذكر في هذا السياق، بالنشاطات التي قامت بها في 3 ديسمبر المنصرم، وتأسف بالمقابل، رئيس الجمعية عن غياب شاحنات التبرع بالدم التي كان من المفروض حضورها إلى بلدية الكاليتوس التي لبى مواطنوها نداء التبرع بالدم. وعن المشاكل التي مازالت تعاني منها شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، قال السيد مسيس بأن هذه الفئة لم تحصل على حقوقها وبقيت مهمشة في المجتمع كحق توفير المرافق الخاصة لتسهيل تنقلهم، وقبولهم في المدارس مثلهم مثل الأطفال الأصحاء، كون أن العديد من المعوقين توقفوا عن متابعة دراستهم بسبب عدم تفهم مسؤولي المؤسسات التربوية لحالتهم، واعتبارهم أشخاصا من الدرجة الثانية ومكانهم بمستشفى بن عكنون. وأضاف محدثنا، بأن التبرعات لمساعدة هذه الفئة تقدمها مؤسسة ''ميتسوبيشي'' و''سيكا''، حيث تبرعت الأولى بأجهزة إعلام آلي لتعليم هذه الفئة، والثانية أخذت على عاتقها مسؤولية إرسال بعض الأطفال المعاقين للخارج لمعالجتهم، في حين السلطات المعنية مقصرة في منح المساعدات. وفي هذا الصدد، طالب رئيس جمعية الوفاء لذوي الاحتياجات الخاصة بالتطبيق الميداني للقانون الخاص بالمعوقين، بحكم أن هذا الأخير موجود، لكنه غير مفعل على أرض الواقع، قائلا بأنه ينبغي إدماج هذه الفئة في المجتمع لأن الإعاقة ليست في الذهن، وأنه إذا وفرت كل الوسائل، فبإمكان ذوي الإحتياجات الخاصة صنع المعجزات، مضيفا بأنه راسل في العديد من المرات وزير العمل بشأن تخصيص حصة لتوظيف هذه الشريحة في بعض المؤسسات، لكن لا شيء تحقق، علما بأنه يوجد 200 معاق بالجمعية، وأكثر من 700 معاق على مستوى بلدية الكاليتوس. وأشار السيد مسيس بهذا الخصوص، بأن الأرقام التي تقدمها الدولة، لا تعكس الواقع بحكم أن الأفراد المعاقين في بعض نواحي بلدية الكاليتوس يجهلون حقوقهم، منها بطاقة الإنخراط، بالاضافة إلى أن الإحصاء لا يأخذ بعين الإعتبار هذه الفئة، حيث دعا السلطات المعنية إلى ضرورة القيام بإحصاء شامل وحقيقي لعدد المعوقين، وتوفير مراكز للتكوين ودور الشباب على مستوى كل بلدية، قصد تعليم هذه الفئة وبالتالي العمل على إدماجها في المجتمع، كفرد منتج لا عالة عليه. من جهتها، تأسفت الرياضية البطلة سليمة سواكري الرئيسة الشرفية للجمعية عن عدم حضور شاحنات التبرع بالدم للكاليتوس، بالرغم من الحضور المكثف للمواطنين الذين انتظروا لساعات وساعات، ثم غادروا، مفيدة بأن الحملة الوطنية لوزارة الصحة، لجمع الدم لأهل غزة، ليست حجة في عدم مجيء الشاحنات. واغتنمت سواكري الفرصة لتوجيه رسالة باسم كل الرياضيين الجزائريين وباسمها الخاص لمطالبة القادة العرب بقطع العلاقات مع العدو الصهيوي، وإيقاف المجزرة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. هذا الأخير أعطى درسا في الإرادة والصبر لكل شعوب العالم، قالت الرياضية. وتجدر الإشارة، بأنه في نهاية الحفل قدمت سليمة سواكري هدايا لبعض الأفراد المعاقين، والتي اشتملت على حفاظات وأغطية، أي قرابة ثلاثين معاقا استفادوا من هذه المساعدات، حسب ما أكدته لنا الرياضية البطلة. ------------------------------------------------------------------------