اعتبر حسين آيت أحمد، زعيم جبهة القوى الاشتراكية، عدم مشاركة حزبه في المواعيد الانتخابية، ومنها رئاسيات 9 أفريل 2009 - رغم اعتبارها من ممارسات المواطنة - مسألة قناعة راسخة، مرجعا ذلك لعدم وجود الشفافية والممارسة الديمقراطية الحقيقية، مفضلا الاكتفاء بالانتخابات المحلية، بالنظر إلى ارتباط العملية الانتخابية بالمواطن مباشرة• وقال آيت أحمد، في مداخلة نقلها موقع إذاعة "سويس أنفو" في نقاش انتظم على هامش الدورة المنظمة حول حقوق الإنسان بجنيف، موازاة مع عرض شريطين حول أزمة الجزائر، "الحقيقة" و"السنوات الدموية في الجزائر"، بحضور مصطفى بوشاشي، رئيس رابطة حقوق الإنسان، إن هذه الاعتبارات دفعته إلى رفض عرض سابق من السلطة تضمن تمكينه من الوصول إلى قصر المرادية، لخلافة اليمين زروال، عندما أبدى رغبته في الانسحاب من السلطة• وأفاد آيت أحمد أن وزير الدفاع آنذاك، خالد نزار، اندهش لهذا الموقف الرافض• وتحدث حسين آيت أحمد، في تدخله المسجل، بنوع من التفصيل عن اتصالات اليمين زروال به، وتشجيعه له على المشاركة في الانتخابات الرئاسية• وأبدى آيت أحمد امتعاضا من قصر مدة الحملة الانتخابية المحددة ب 15 يوما، بالنظر إلى اتساع الجزائر، التي تشكل مساحتها أربع أضعاف مساحة فرنسا• وأشار إلى أن أثرياء عرضوا عليه إمكانياتهم، بما فيها النقل الجوي، غير أنه رفض حفاظا على سمعته ومصداقيته أمام الرأي العام، وفضل تنشيط الحملة بوسائله الخاصة مستعملا السيارات، وهو ما أدى إلى تعبه وإصابته بمضاعفات في قلبه• وعاد زعيم المعارضة إلى تاريخ الثورة، وإلى تطورات توجهات الدولة الجزائرية الفتية، وتأثيرات بعض العواصم في مسارها، مثل باريس، القاهرة والرباط، التي قال عنها أنها لعبت دورا سيئا، مشيرا إلى قضية علاقة السياسي بالعسكري، وإلى مقتل عبان رمضان بسبب دعمه لطرح أفضلية للقيادي السياسي على القيادي العسكري، وتكريس هذا الأمر في مؤتمر الصومام• وأفاد في تصريح غير عادي بأن الثورة لم تنتصر في حرب التحرير وأن القرار اتخذ في باريس• وقد هيمنت وقائع أزمة الجزائر في التسعينيات على النقاش، الذي لعبت في تنشيطه وتوجيهه الصحفية الفرنسية جوزي غارسون، دورا كبيرا، حيث نفى آيت أحمد وجود خطر إسلامي آنذاك تزامنا مع تشريعيات 1991 ، بل - حسبه - الجيش هو الذي ضخم الأمر وأساء التقدير، وأكد أن الأفافاس والأفالان كانا مؤهلين للفوز بالإنتخابات، وتحدث عن تنقله إلى الجزائر ولقاء حمروش، رئيس الحكومة آنذاك، وموافقته على تنظيم مسيرة شعبية ردا على قرار الحزب المحل الخروج إلى الشارع، في محاولة للتأكيد بأن الجزائر ليست طهران•