وقال نور الدين بلمداح، في تصريح ل "الفجر"، في تحذيره من مخاوف حرق الجثث في إسبانيا، إنه "ستبقى وصمة عار في جبين السلطات الجزائرية إن حدثت عملية الحرق"، مضيفا "نعلم أنه بمجرد اتصال هاتفي مع الجهات المعنية المسؤولة عن هذه المخابر يتم حل مشكل آلاف العائلات المنشغلة بوضعية أبنائها، خاصة وأن الملف موجود على مكتب الوزير الأول أحمد أويحيى، حسب وزير التضامن الوطني"• ونفى المتحدث ما يتردد من أن هناك عددا كبيرا من الجثث، وقال "عدد الحراقة الجزائريين تناقص مقارنة بالسنوات الماضية وملف الجثث أصبح يتاجر به أصحاب الضمائر الميتة بادعائهم وجود 600 جثة في أليكانت وحدها، وهو رقم غير صحيح"، موضحا أن الهجرة غير الشرعية تعرف انخفاضا كبيرا لعدة أسباب، كالأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم وأدت إلى تقلص فرص العمل، وكذا الإصلاحات التي تعرفها الجزائر، خاصة إزاء الشباب، وقال" أصبحت مراكز الاحتجاز لا تستقبل الجزائريين، ولم يبق بها إلا عددا قليلا بعد ترحيل أغلبهم، وكذا للوعي الكبير الذي أصبح يتمتع به الشاب الجزائري"• وأوضح رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين أن ما يحدث في مركز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في لامبيدوزا، جنوب إيطاليا، من ثورة وسط الحراقة، التي أدت الى حرق المركز، وجدل سياسي حاد بين الساسة في إيطاليا وأوروبا عموما "يدخل في إطار الحسابات السياسية بين الأحزاب الايطالية استعدادا للانتخابات من جهة، والاكتظاظ الكبير الذي يعرفه ذات المركز والمعاملة العنصرية للحراس من جهة أخرى"• وقال بلمداح إن السلطات الايطالية تعمل ما في وسعها لإيجاد حل لهؤلاء، بما فيها عمليات الترحيل نحو بلدانهم الأصلية، وذلك بخلق نوع من الضغط لدفع البلدان المغاربية لقبول المقترحات التي تقدمت بها البلدان الأوروبية القاضية بفتح مراكز احتجاز فوق أراضيها، كما ذكر وزير العدل الايطالي، صاحب مقولة إن الهجرة غير الشرعية قنبلة موقوتة بالنسبة للكيان الأوروبي، مضيفا في السياق ذاته أن وجود هؤلاء المهاجرين دون وثائق يزيد من صعوبة إيجاد الحلول، وأن عمليات نقلهم أو إرسالهم نحو مراكز احتجاز أخرى، كما كان في السابق، أصبح غير معمول به في محاولة لتضييق الخناق على المهاجرين ودفع مهاجرين غير شرعيين آخرين مستعدين لركوب قوارب الموت لعدم المغامرة، وغيرت السلطات الاروبية من تعاملها مع هؤلاء بعد أن ارتفع عددهم بنسبة 75 بالمائة مقارنة بسنة 2007، حسب ما ذكرته وزارة الداخلية الايطالية• وذكر نور الدين بلمداح أن الجزائريين الموجودين في مختلف مراكز الاحتجاز الايطالية يبقى قليلا، بفضل الإجراءات التي تقوم بها السلطات الجزائرية وتشجيع الشباب على البقاء بفتح مناصب الشغل، وكذا المراقبة البحرية والتسهيلات التي أصبحت نتائجها تظهر من خلال انخفاض عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى السواحل الاسبانية، مؤكدا أن أوروبا تعيش على انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية التي خلقت مشاكل كبيرة لدى المواطنين الأوروبيين، من أزمة في الشغل إلى مشاكل الركود الاقتصادي وتقلص الإستثمارات•