تنطلق الحملة الانتخابية للمرشحين الستة لرئاسيات 9 أفريل، اليوم الخميس، ولمدة ثلاثة أسابيع، في رابع استحقاقات من نوعها في عمر التعددية الحزبية. والمميز هذه المرة هو دخول وجوه في هذا السباق تمثل الجيل الجديد، كمؤشر واضح لمعادلة المواعيد الرئاسية الأخرى القادمة. ويمثل القاسم المشترك بين هولاء المترشحين التنافس على كسب ثقة أكثرمن 2.5 مليون ناخب، بخطابات انتخابية متباينة، يحاول كل طرف من خلالها إبراز رؤاه ومقارباته. فضل المرشح الحر، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تدشين حملته الانتخابية من عاصمة الأوراس باتنة التي تمثل جوهر قيم الثورة ومشروع المجتمع الذي أعلن عنه في بيان أول نوفمبر، رغبة منه في تجسيد أهم مشروع له خلال العهدة الرئاسية الثانية المنتهية، المتمثل في الدستور المكرس في مواده المعدلة أهمية ترقية التاريخ وكتابته تمجيد رموز الثورة، فضلا عن إشارته القوية إلى اهتمامه بالبعد التاريخي. وقد اختارت مديرية الحملة، التي يشرف عليها وزير الموارد المائية، والمدير السابق لحملة رئاسيات 2004، عبد المالك سلال، ولايات مركزية لحملته الانتخابية، تحمل دلالة كبيرة، كولاية الأغواط التي تضم الزاوية التيجانية، وولايات جانت، وهران والعاصمة. وقد وسعت عدد التجمعات التي سيعقدها المترشح الحر للمرة الثالثة على التوالي من ستة إلى 20 تجمعا بالجهات الأربع للوطن. كما أسند إلى رؤساء التحالف الرئاسي تنشيط تجمعات شعبية لصالح المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، إذ من المقرر أن ينشط الوزير الأول، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، تجمعه الأول اليوم بولاية الطارف، ثم سكيكدة، ليعقد تجمعا يوم الجمعة بكل من فالمة وقسنطينة، ثم يتوجه يوم السبت إلى أم البواقي فخنشلة. ويعود أويحيى إلى ولايات الوسط صبيحة يوم الأحد، ليحط بخميس الخشنة بولاية بومرداس، والبليدة مساء نفس اليوم، ليعقد يوم الاثنين تجمعا ببوسماعيل بالعاصمة مساء نفس اليوم. ومن جهته، سينشط رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، تجمعه الأول بولاية غليزان ثم الوادي، وبعدها بسكيكدة. ويوم الأحد بولاية أم البواقي ويوم الاثنين بعنابة ويوم الخميس بمدينة شرشال. وقد اختار بوتفليقة شعار "جزائر آمنة وقوية" لخوض غمار المنافسة، كما فضّل استعمال اللون الأزرق كخلفية للملصقات، وهو لون يرمز للهدوء والاطمئنان، سبق وأن اعتمده منذ مجيئه إلى قصر المرادية. أما مرشحة حزب العمال، لويزة حنون، فقد فضلت تدشين حملتها الانتخابية من ولاية سطيف التي تتميز بأكبر كثافة سكانية بعد الجزائر العاصمة، كما أنها قطب اقتصادي وتجاري وثقافي مميز، ثم تتجه نحو أم البواقي، فسكيكدة وفالمة يوم الجمعة، ثم تواصل الحملة بداية الأسبوع، أي يوم السبت، من ولاية البويرة، ثم التوجه إلى ولاية بومرداس، وتحديدا إلى دلس، فيما خصص حزب العمال يومي الأحد والاثنين لعقد تجمعات بكل من ولايات الغرب الجزائري، بداية من معسكر، سعيدةوغليزان ومستغانم على التوالي. واختارت حنون، حسب ما كشف عنه عضو قيادتها المركزية، رمضان تاعزيبت، شعار "الآن السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية". ولم تشذ الشعارات الفرعية التي اختارتها حنون المترشحة للرئاسيات للمرة الثانية، عن الشعارات التي لطالما رددتها خلال تجمعاتها الشعبية وندواتها الوطنية، حيث تصب مجملها في مناهضة الاقتصاد الحر والخوصصة والشراكة غير المدروسة، والتطرق للجانب الاجتماعي، من قدرة شرائية متدهورة، إلى البطالة إلى أزمة السكن وحتى الهجرة غير الشرعية. أما موسى تواتي الذي يترشح للانتخابات الرئاسيات لأول مرة، بعد أن وفق في جمع النصاب القانوني من التوقيعات، من المواطنين أو المنتخبين، على عكس رئاسيات 2004، فقد أكد أنه اختار شعارا مركزيا هو "مرشح الشعب". وأضاف أنه برمج زيارة 40 ولاية، انطلاقا من أقصى شرق الجزائر، ولاية تبسة، ثم سوق أهراس ثم الطارف، ليعود يوم الجمعة إلى عنابة ثم سكيكدة. ويركز موسى تواتي في خطابه الانتخابي على أهمية الاعتماد على الشباب في بناء جزائر الغد، وإصلاحات أخرى في الجانب السياسي، أهمها اتباع نظام برلماني. أما مرشح حركة الإصلاح الوطني، جهيد يونسي، والذي يترشح لأول مرة أيضا، وباسم حزب محسوب على التيار الإسلامي بعد فشل هذا التيار في اختيار شخصية سياسية معروفة بسبب الفرقة التي تمزقه، فقد قرر الانطلاق من القصبة العتيقة، ثم التوجه يوم الجمعة إلى ولاية الجلفة، وبعدها الأغواط وبومرداس على التوالي، ويرتكز خطابه الانتخابي على "تكريس الثوابت الوطنية وتعزيز المقومات الحضارية وحماية الرموز الوطنية من أي مساس قد يطالها""، إضافة إلى "إعادة الإسلام إلى مكانته الحقيقية مع تدعيم اللغة العربية وترقية الأمازيغية". من جهته اختار محمد السعيد هو الآخر العاصمة لتدشين حملته الانتخابية، انطلاقا من حي باب الوادي الشعبي. كما اختار شعارا مركزيا هو "التغير اليوم قبل الغد" لإقناع المواطنين بأهمية التصويت على برنامجه. واختار المرشح اللون البرتقالي للترويج لشعارات فرعية لحملته الانتخابية التي سينشطها من خلال 19 تجمعا شعبيا، وهذا اعتقادا منه أنه لون الأمل والمستقبل. أما فوزي رباعين، مرشح عهد 54 ، الذي يخوض سباق الانتخابات الرئاسية لأول مرة، فقد فضل أقصى الغرب لبدء حملته الانتخابية، وتحديدا من ولاية تلمسان، وسيختم تجمعاته ال19 المبرمجة خلال الحملة بولاية سكيكدة. ويتمحور البرنامج الانتخابي لرباعين حول الجانب الاقتصادي ومحاربة الرشوة والفساد والمشاركة الانتخابية من أجل إرساء الديمقراطية في الجزائر.