وحث الرئيس الفرنسي، الحكومات الإفريقية، على "الحذر من التوسع في الاستدانة مستقبلا؛ كي لا تحدث أزمة ديون جديدة تتطلب برامجا خاصا لشطبها". زيارة ساركوزي، إلى القلب الإفريقي (الكونغو الديمقراطية والكونغو برازفيل والنيجر) جاءت بعد أقل من شهر على جولة الرئيس الصيني "هو جين تاو" إلى أربع دول إفريقية هي السينغال، مالي، تنزانيا وجزر موريس ما بين 10 و17 فيقري 2009، وهي الجولة التي شكّلت حدثاً مهماً في سياق العلاقات الصينية الإفريقية، فمن أصل ثلاثة وخمسين بلداً إفريقياً، أبرمت الصين اتفاقيات مع 48 دولة، بما فيها الجزائر، تجاوز حجمها الاستثماري الإجمالي، حتى نهاية العام 2008، مائة مليار دولار، لتكون بذلك أول مستثمِر أجنبي في القارة السمراء. واللافت للانتباه أن الحضور الصيني، يتسارع في إفريقيا دون صخب، أو ضوضاء إعلامية، حيث غدت الصين الزبون المفضل لدى مجمل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي. علاوة على ذلك، تعطي الدبلوماسية الصينية انطباعاً مفاده أن توجهها نحو إفريقيا ليس مصدره البحث عن التزود بالنفط ومشتقاته، كما تسوق لذلك وسائل الإعلام الغربية، ولكن مقصده بناء علاقات تشاركية مع قارة ظلّت باستمرار الحديقة الخلفية لفرنسا، وبعض القوى الغربية المتنفذة في النظام الدولي. وبذلك دخلت الدبلوماسية الصينية حرباً تنافسية حقيقية في القارة الإفريقية، ضد الوجود الأوروبي والفرنسي خاصة، ناهيك عن التطلعات الجيوستراتيجية للولايات المتحدةالأمريكية، الأمر الذي لم تتردد الدول والقوى ذات الصلة، في التعبير عنه صراحة، كما جاء أمس على لسان ساركوزي، الساعي إلى الحفاظ على مصالح بلده في القارة السوداء، والتمسّك بالشبكة الواسعة والمعقدة من العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة.